إعــــــــــــــــــــــــــلام
مرحبا بكم أيّها الأعزّاء، في مدوّنتكم طريق النجاح.

نرجـو أن تُشــرّفـونا بزياراتـكم ومساهمــاتكم ونعلمـكم أننّــا على استعــداد لنشر كـلّ مـا تتكرّمـون به من مساهمـات تفيــد الأستـــاذ والتلميذ معا. ننتــظر أن تمــدّونا بدروسـكم أو امتحاناتكم أو كلّ ما ترونه صالحا للنشر، يستفيد منه دارس الفلسفة في السنوات الثالثة والرابعة من شعبتي الآداب والعلـوم. للمراسلة والطلبـات والاستفسار يُمكنـكم الاتّصـال على العنوان التالي:

بحث في المدونة

الاثنين، 9 مارس 2009

فرض عادي: شعب علمية


                                                     القسم الأوّل: (10)
1) التمرين الأوّل: ما هي أسس البراديغم الوضعي (التحليلي) ;؟ (02)
2) التمرين الثاني: بم يمكن أن يختلف العالمي عن الكوني؟ (02)
3) التمرين الثالث: النصّ: (06)
مع نشوء الدول ـ الأمم الحديثة أصبحت الهوّية شأناً من شؤون الدولة التي تدير قضية الهوّية و تضع لها القواعد و الضوابط. يقول منطق الدولة ـ الأمّة أن تكون صارمة شيئاً فشيئاً في موضوع الهوّية لأنّ الدولة الحديثة تسعى إلى توحيد الهوّية، فإمّا أنّها لا تعترف إلاّ بهوية ثقافية واحدة لتحديد الهوية الوطنيّة (مثل فرنسا) أو أنّها،

 بعد قبولها لنوع معيّن من التعدّدية الثقافية في كنف الأمّة، تقوم بتحديد هوّية مرجعية تكون الهوّية الوحيدة الشرعية فعلاً مثل الولايات المتّحدة الأميركية. الهوّية الوطنية المتعصّبة هي دولة إيديولوجية تقوم على استبعاد الاختلافات الثقافية، و يقوم منطقها المتطرّف على منطق "التطهير العرقي".
في المجتمعات الحديثة تقوم الدولة بالتدقيق في هوّية المواطنين لدرجة أنّها تقوم في بعض الأحيان بصناعة بطاقات هوّية "غير قابلة للتزوير". و تضاءلت حرّية الأفراد تدريجياً في القيام بتحديد هوّيتهم. و بعض الدول التي تضمّ أعراقاً متعدّدة تفرض على رعاياها ذكر الهوّية العرقية ـ الثقافية أو الدينية على بطاقة الهوّية في الوقت الذي لا يعترف البعض بهذا التصنيف.. حين يقوم نزاع بين مختلف مكوّنات الأمّة يمكن لهذا الفرز(التصنيف) أن يؤدّيَ إلى نتائج مأساوية كما حدث في النزاع اللبناني و النزاع الراوندي.
                                مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية. دوني كوش
                                       ترجمة: الدكتور قاسم المقداد
أجب عن الأسئلة التالية انطلاقا من النصّ:
1) حدّد إشكالية النصّ: (02)
2) من يحدّد الهوّية الفرد أم الدولة ؟ علّل إجابتك (02)
3) كيف ينتهي الاختلاف حول الهوّية إلى "تطهير عرقي"؟ (02)
القسم الثاني: (10)
يختار التلميذ أحد السؤالين ليحرّر في شأنه محاولة في حدود ثلاثين سطرا:
1) السّؤال الأوّل: هل من تناقض بين الخصوصية و الكونية ؟
2) السّؤال الثاني: كيف نتمسّك بهوّيتنا و نتطلّع للكونية في آن واحد ؟
                                    الإصــــــــــــــلاح
القســـــم الأوّل
1) أسس البراديغم الوضعي:
* اعتبار العلم المنتج و المالك الوحيد للمعرفة: كلّ ما يختلف عن العلم يُعتبر وهما، يقول ديسانتي:
 " من أراد أن يتكلّم فليقل علما أو فليصمت"
* الرياضيات هي لسان كلّ العلوم: كلّ ما لا يُمكن صياغته في معادلة رياضية ليس علما.
* الالتزام بالموضوعية: الفصل الحادّ بين الذات و الموضوع. موضوعات العلوم خارجة عن كلّ إرادة و سلطان.
* الالتزام بمبدأ الحتميّة: اعتبار ماديّة الكون و الالتزام بعلاقة الضرورة بين الأسباب و الوقائع. الإقرار بالتناسب الكمّي و النوعي بين السبب والظاهرة.
* الإيمان بأنّ الطبيعة محكومة بقوانين و يسودها نظام في غاية الدقّة. لا مجال للقول بالصدفة في الفيزياء على الخصوص.
2) اختلاف العالمي عن الكوني:
العالمي هو كلّ ما يتعلّق بالتبادل التجاري بين دول العالم: عالمية السّلع و تحقيق الأرباح هي العولمة.
الكوني هو كلّ ما يشمل المبادئ و القيم التي يُمكن أن يلتقيَ عليها البشر مثل: الحرّية و العدالة و حقوق الإنسان...
* إلاّ أن هذا الفصل بين المفهومين يمكن أن يتلاشى حيث يختلط العالمي بالكوني أو يظهر أحدهما بمظهر الآخر.(إحالة إلى بودريار الذي يعتبر التشابه بين المفهومين مخادعا).
النـــــصّ:
محاولة فهم النصّ: ( مرحلة يُمكن إنجازها في المسودّة)
* في ظلّ الدولة الحديثة أصبحت الهوّية شأنا من شؤونها الخاصّة: لم تعد هوّيتي ملكا أو انشغالا خاصّا بي بل هي انشغال من انشغالات الدولة.
* الدولة تُوحّد الهويّة: هويّتي وهي عنوان خصوصيّتي أصبحت هوّية مشتركة بين جميع المواطنين.
* لم تعد الهوّية شأنا فرديا.
* أصبحت الهوّية مجالا للتوحيد لا مجالا للخصوصيّة و الاختلاف.
* الأمثلة: ـ فرنسا: أصبحت فيها هوّية واحدة: الدولة الأمّة تفرض على كلّ الأفراد هويّة واحدة
( الانتماء للدولة يطغى على كلّ خصوصيّة فرديّة )
ـ أمريكا: هوّية واحدة في ظلّ مرجعيات متعدّدة (التعدّدية الثقافية)
* النمط الثالث: الهويّة الوطنيّة المتعصبّة: استبعاد الاختلافات الثقافية: مقاومة الآخر بل المرور إلى التطهير العرقي أي إفناء الآخر.
* في العصر الحديث: الهويّة أصبحت بطاقة تهتمّ بها الدولة و تمنع تزويرها.
* لم يعد الفرد قادرا على تحديد هويّته.
* بعض الدول تفرض في هذه الهويّات رسم الاختلافات الحضارية: فينتهي الأمر إلى صراعات مأساوية مثل ما حدث في لبنان أو رواندا.
1) تحديد الإشكالية:
لِمَ تحتاج كلٍّ من الدولة ـ الأمّة و الدولة الحديثة إلى تحديد هويّة الأفراد ؟؟ و هل يتناقض الانتماء إلى دولة مع السعي الحرّ إلى تأسيس هويّة ذات خصوصيّة ؟؟ و إلى أي مدى تُفلح الأنظمة السياسية بفعل فرضها لهويّة وطنيّة في تجنّب الصّدامات و حروب الإبادة ؟؟
2) من يُحدّد الهويّة ؟؟
الهويّة شأن فردي وهي عنوان كلّ خصوصيّة، إلاّ أنَّ الكاتب يُثبت أنَّ الدولة هي التي تقوم رغما عن الأفراد بهذه المهمّة، و كأنّما مفهوم الأمّة ثمّ مفهوم الدولة لا يتحدّدان إلاّ بمرجعية واحدة أي إنشاء هويّة مشتركة بين كلّ الأفراد.
ـ التعليل: تأكيد الكاتب أنّ الأفراد لم يعد بإمكانهم إنشاء هوّيتهم و يظهر ذلك عندما أعلن أنّ الهويّة:" أصبحت شأنا من شؤون الدولة". ثمّ عندما أضاف:" تضاءلت حريّة الأفراد تدريجيّا في تحديد هويّتهم".
3) انتهاء الاختلاف حول الهويّة إلى التطهير العرقي:
إذا كانت بعض الدول تُشرّع للاختلاف و تقوم بإثباته كعنصر من عناصر الهويّة السياسية، فإنّ كلّ التقاء غير عادي بين طرفين سيؤدّي إلى خلاف، و الخلاف في حال ضعف الدولة ينتهي إلى تصادم و تطهير عرقي، و قد نبّه الكاتب للأمر من خلال مثالين:
* أمريكا التي اختلفت فيها الحضارات إلاّ أنّها وحدّت بين مواطنيها بهويّه واحدة.
* لبنان و رواندا استبقت الاختلافات العرقيّة ضمن الهويّة: انتهى الأمر مرارا إلى حروب إبادة و  تطهير عرقي.
القسم الثاني:
الموضوع: هل من تناقض بين الخصوصيّة و الكونية ؟؟
التخطيط :
ـ مبرّرات الطرح:
* في مستوى اللغة، يبدو التناقض واضحا بين ما هو خصوصي أو خاصّ و بين ما هو كوني أو عالمي.
* في مستوى الواقع نرى أنّ ما يعود إلى ذواتنا لا نجد له صدى في ما هو كوني، فخصوصيّتنا تكاد تكون غائبة تماما عمّا هو كوني.
ـ أهميّة المساءلة: عدم تمكّن حضارتنا أو خصوصيّتنا من الارتقاء إلى الكوني جعلنا نطمح إلى التخلّي عنها و التشبّث بالحضارة الغربية، فالحضارة الكونيّة هي دوما موضوع تطلّع و موضع إعجاب و انبهار.
ـ المشكل: الإشكالية:
هل تُلغي الخصوصية الكونيّة و هل تكون كلّ كونيّة بالضرورة تجاوزا للخصوصية و نفيا لها ؟؟
التحليـــل:
ـ اللحظة الأولى:
الخصوصيّة تُناقض الكونيّة: إذا اعتبرنا الخصوصيّة في معناها الضيّق ينتهي بنا الأمر إلى تأكيد التناقض مع الكونيّة.
الخصوصيّة التي تتضمّن الهويّة المنغلقة.
هويّة الإقصاء،
خصوصيّة تنقلب إلى كونيّة: تفسد المفهوم و تعود به إلى مجال العنف و العنصريّة.
يُمكن استثمار موقف فولتير من التعصّب بما هو إقصاء للآخر المختلف.
الانتهاء إلى المركزية الثقافيّة بما هي خصوصيّة تنفي الكوني و تستقرّ بديلا عنه.
التّصادم بين المفهومين ينتهي إلى حالة توتّر، بناء الخصوصيّة على منطق الإقصاء و رفض الآخر ينتهي إلى تهديد مفهوم الكونيّة.
ـ اللحظة الثانيّة:
الخصوصيّة شرط بناء الكونيّة:
خصوصية تُبنى على هويّة مركبّة،
خصوصية تعترف بحقّ الآخر في الاختلاف،
خصوصية تقوم على مبدإ التسامح و الحوار،
من خصوصيّة واحدة إلى خصوصيات و من الخصوصيّات إلى الكونيّة.
يمكن توظيف موقف بودريار، ثمّ موقف كلود ليفي ستراوش.
الخاتمة:
إنّ تأسيس الهويّة هو الذي يُحدّد موقفنا من الكونيّة، لهذا ينبغي أن نقبل التعدّد و الاختلاف
و نطمح في نفس الوقت إلى كونيّة تجمع كلّ البشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق