فتحي المسكيني. جامعة
تونس المنار
تقديم الإشكال:
إنّ صياغة المسألة على
هذا النحو: "الإنساني بين الوحدة والكثرة"، إنّما تنطوي على إشارات إشكالية مخصوصة،
علينا البدء بالتقاطها من الجهة المناسبة لها، حتّى لا نسيء الطريق إلى نمط
المعالجة التي من شأنها [...] من هذه الإشارات علينا أن نذكر:
1. لماذا "الإنسانيّ" وليس
"الإنسان"، كما تعوّد الفلاسفة من دهرهم أن يفعلوا، من أفلاطون إلى كانط ؟ هل يعني ذلك أنّ التعريفات الفلسفية
الكلاسيكيّة لمفهوم "الإنسان" قد صارت غير مناسبة لفهم أنفسنا، و من ثمّ
هي محاولة للبحث عن تعريفات جديدة أكثر إيفاءً بخصائص الظاهرة الإنسانية ؟ أم أنّه
اعتراف ضمني بأنّ "مفهوم" الإنسان هو ادّعاء منهجي لم تستطع الفلسفة أن
تفيَ به إلى حدّ الآن،