درس من إنجاز الأستاذ: فتحي بن الحاج إبراهيم
الإنسانيç انفتاح الإنـّية على الغيرية
ç تحقّق البينذاتية في التاريخ
ç وسائط للتواصل مع الغير
الأنظمة الرّمزية
كثرة الأنظمة: اللغة و المقدّس و الصورة...
تنوّع داخل النظام الرّمزي الواحد:
اللغة ç تنوّع الألسن
المقدّس ç تنوّع الأديان
الصورة ç تنوّع مجالات الصورة
المقدّمة: بناء المشكل
إذا اعتبرنا الإنسان كائنا رامزا٬ بمَ نفسّر تعدّد الأنظمة الرمزية ؟
هل يُرَدُّ ذلك إلى تعدّد ملكات الإنسان المساهمة في إبداع الرموز ؟
أم إلى عوامل تاريخية ؟ هل يحملنا واقع تمايزها على المفاضلة بينها ؟
ألا يجدر بنا تجاوز ادّعاء تفاضلها لنؤكّد تقاطعها في تحقيق مطلب التواصل ؟
I ـ الرمز: دلالته و تعدّد أنظمته
الرمزç تمثيل حسّي لمعنى ذهني باعتماد علاقة مماثلة أو إيحاء بينهما تمكـّن الفكر من تأويل الشكل الحسّي و فهمه من أجل تمثـّل المعنى (انظر التدقيقات المفهومية في الكتاب المدرسي ص: 148) كلمة Symbole متأتّية من الإغريقية sum-bolein و تتضمّن معنى الجمع و الربط بين أمرين علامة تعارف تتكوّن من نصفين عندما نجمعهما يكونان بمثابة كلمة السرّ. معجم المصطلح التقني و النقدي للفلسفة لالاند ص: 158
* تشير الكلمة في التقليد الإغريقي إلى شيء مثل آنية أو ميدالية يقسّم إلى نصفين بين شخصين٬ ضيف و مضيّف أو دائن و مدين و بجمع النصفين يكتمل الشكل ليدلّ به كلّ منهما على هويّته و يثبت طبيعة صلته بالآخر فهو تذكار ضيافة و تعارف و اعتراف بالجميل و توثيق صلة الرّمز في الأصل يحيل إلى التوجّه إلى الآخر و التواصل بين الإنسان و الإنسان من خلال ربط شكلين منشطرين بمعنى يوحدّهما ”ما دام الإنسان قد خرج من العالم المادي الصرف فإنّه يعيش في عالم رمزي و ما اللغة و الأسطورة و الفنّ و الدين إلاّ أجزاء من هذا العالم فهذه هي الخيوط المتنوّعة التي تحاك منها الشبكة الرمزية أعني النسيج المعقّد للتجارب الإنسانية“
محاولة في الإنسان كاسيرر ص: 102 من الكتاب المدرسي.
يتميّز الإنسان بملكة الترميز أو الوظيفة الرمزية
الرمز انفتاح على الغير قصد التواصل من خلال أنظمة متنوّعة
الوظيفة الرمزية متعدّدة من جهة إنتاجاتها و تجلّياتها
يشكّل كلّ تعبير رمزي نظاما قائما بذاته و متفاعلا مع سائر الأنظمة الأخرى
بأي معنى نفهم هذا التعدّد ؟ هل يعني تفاضلا بينها يؤكّد قيمة أحدها و إقصاء البقيّة ؟ أم هو تمايز يؤكّد تنوّعها و ثراء عالم الإنسان ؟
II ـ تمايز الأنظمة الرمزية أوجهه و حدوده
1 ـ نظام اللغة
"اللغة نسق من العلامات“ دي سوسير
(الهامش ص: 110 من الكتاب المدرسي)
اللغة منظومة من العلامات علاقة الدالّ بالمدلول فيها اعتباطية ناتجة عن اصطلاح مجموعة لسانية
"إنّ اللغة تؤسّس هذه التحويلات للتسمية المصطلح عليها بالمجاز و التي هي عامل بالغ القوّة في الإثراء المفهومي إنّها ترتّب القضايا في مجال الاستدلال فتصبح أداة الفكر المنطقي“ مسائل في الألسنية العامة بنفنيست ص: 29
تعبّر اللغة عن مجالات التجربة الإنسانية في العالم:
التواصل اليومي ç المنفعة
في الفنّ ç قيمة الجمال
في العلم ç معرفة الحقيقة
”إن ملكة الترميز تبلغ عند الإنسان أقصى تحقّقها في اللغة التي هي التعبير الرمزي بامتياز... ما من قوّة تستطيع أبدا أن تضاهي (اللغة) تلك التي تفعل الكثير بالقليل“
مسائل في الألسنية العامة بنفنيست ص: 29
تتميّز اللغة بخاصية التمفصل ممّا يضفي عليها ميزة المرونة و الاقتصاد في المجهود
ç يقتصر التواصل اللغوي غالبا على أفراد لسان مجتمع معيّن.
2 ـ نظام المقدّس
“الإنسان الديني يؤمن دائما بأنّ حقيقة مطلقة موجودة دائما و أعني بها المقدّس الذي يخترق هذا العالم و يتجلـّى فيه في نفس الوقت“ المقدّس و الدنيوي إلياد (ص: 131 من الكتاب المدرسي)
يتضمّن الدين معتقدات ترتبط بعلاقة الإنسان بالمقدّس
هناك تواصل في الدين عموديا بين المؤمن و المقدّس أو أفقيا بين المؤمنين من خلال المقدّس
ç النصّ الديني لغة
ç الطقوس الدينية تعابير جسدية
ç المكان و الزمان و ظواهر الطبيعة تجلّيات للمقدّس في العالم
”الأسطورة نسق من التواصل... يمكن أن يتشكّل في خطاب مكتوب لكن أيضا في صورة فوتوغرافية و في السينما و في التحقيقات الإعلامية و في الرياضة و في الإشهار. كلّ ذلك يصلح أن يكون حاملا للقول الأسطوري“ بارط الكتاب المدرسي. ص:141
نلاحظ تنوّع أدوات الرمز الديني
يحقّق الرمز الديني وظيفة تماسك مجتمع معين
3 ـ نظام الصورة
الصورة: ظهور ما هو بصري أو مرئي في العالم حاملا لمعنى
تنوّع تقنيات و أدوات الصورة عبر التاريخ:
ç الأيقونة الدينية
ç اللوحة في الرسم
ç السينما والتلفاز
ç الحاسوب
تتنوّع مضامين الصورة بحسب مجالات ظهورها:
• المضمون القدسي في الأيقونة الدينية
• المضمون الجمالي في الفنّ
• المضمون النفعي في الصورة الإشهارية
"إنّ الصورة غالبا ما تكون أكثر قابلية للتصديق"
دي براي حياة الصورة و موتها (ص: 143 من الكتاب المدرسي)
الصورة في مجتمع الفرجة أو المشهد أضحت قادرة على تقليص المسافات و تجاوز الاختلافات الثقافية الصورة أكثر قدرة على الإيصال من اللغة و الدين
جدول توضيحي:
النظام
الخصائص
|
اللغة
|
المقدّس
|
الصورة
|
الأداة
|
علامات
|
طقوس
|
المرئي
|
المضمون
|
متنوّع بحسب المجال
|
معتقدات
|
متنوّع بحسب المجال
|
الوظيفية
|
التمفصل و المرونة
|
تماسك المجتمع
|
تجاوز الحدود
الثقافية
|
الخصائص هذه المقارنات بين الأنظمة الرمزية يمكن أن تحملنا على الاعتقاد بأنّ المفاضلة بينها لها ما يبرّرها
هل هناك ما يبرّر المفاضلة بين نظام رمزي و آخر على نحو مطلق ؟
هل يمكن الاكتفاء بنظام رمزي واحد لفهم عالم الإنسان؟
المقصود بالتمايز إجراء فصل منهجي و مقارنة لإبراز خصوصية كلّ نظام رمزي مقارنة بالأنظمة الأخرى
التمايز: ç بحسب معيار تختاره الذات
ç بحسب طبيعة الموضوع أي النظام الرمزي ذاته
نتبيّن محدودية التمايز من التداخل الواقعي الذي بينها:
المقدّس قد يظهر في اللغة و الصورة
اللغة تعبّر عن المقدّس في صور تتجاوز المرئي للمجاز
الصورة الدينية هي لغة المقدّس
إنّ محدودية التمايز تدعونا للنظر في الوحدة وراء الكثرة ورصد أوجه التقاطع من جهة أسسها و قيمتها
III ـ تقاطع الأنظمة الرمزية: أسسه و قيمته
” على الفكر الفلسفي أن يستكشف وحدة الفعل في ذلك التنوّع و التكثـّر الذي لا يحصى في الصور الأسطورية و العقائد الدينية و الأشكال اللغوية و الآثار الفنّية“
محاولة في الإنسان كاسيرر ص: 139
1 ـ من جهة الأسس: النظر في بنية الرمز
يردّ كلّ الرمز في نهاية التحليل إلى عنصرين و علاقة:
رامز مرموز إليه
بينهما علاقة تمثيلية
2 ـ من جهة القيمة: ما مطلب الإنسان من الرمز؟
قيمة معرفية في علاقة الإنسان بذاته: يتعرّف الإنسان على ذاته من خلال ما ينشئه من رموز و فهمه لإنتاجات الحضارة في التاريخ
قيمة تحرّرية في علاقة الإنسان بالطبيعة: الأنظمة الرمزية تحرّر للإنسان من الحيوانية و إبداع لذاته
الأنظمة الرمزية إظهار للمعنى في الحسّي و ظهور للإنسان في العالم بإضفاء المعنى عليه
قيمة إيتيقية في علاقة الذات بالغير: كلّ نظام رمزي ينشأ عن حاجة الإنسان إلى الخروج من إنّيته و الالتقاء بالغير قصد التواصل فهو مجال للعلاقة البينذاتية
ألا يمكن أن يساء فهم التأكيد على أوجه التقاطع بأن يفضي بنا إلى نظرة اختزالية تردّ كلّ الأنظمة الرمزية إلى واحد ؟
لا مبرّر لاختزال عدّة أنظمة رمزية في نظام واحد يعدّ نموذجا لبقيّة الأنظمة التي تعدّ تابعة
إنّ تعدّد الأنظمة الرمزية ليس شتاتا لا ناظم له بل هو تنوّع ينتظم ضمن وحدة وهي ليست وحدة مختزلة بل ثراء
تنوّع الأنظمة الرمزية يعبّر عن ثراء التجربة الإنسانية في العالم و ضيق رمز واحد عن احتوائها
الأنظمة الرمزية كيفيات مختلفة من الإقبال على العالم
نرصد وراء كثرتها وحدة تحقّق الإنساني في التاريخ
يعبِّر الرمز عمّا هو خصوصي لكنّه ينشد الكوني الإنساني
مع تحيّات الأستاذ: فتحي بن الحاج إبراهيم
je vous remercie beaucoup monsieur *FATHI* vous m'avez tellement aideé à comprendre ce module
ردحذفشكرا على الجهد المبذول
ردحذف