درس من تقديم الأستاذ: نجيب الأزرق
مدخل إشكالي
في دواعي طرح المشكل:
ـ مسألة الحقيقة مسألة منطقية علمية عقلية كّلية.
ـ مسألة الجمال مسألة ذوقية فنّية إحساسية شخصية.
ـ مسألة الحقيقة جدية صارمة جديرة بالاهتمام.
ـ مسالة الجمال خفيفة لعبية ثانوية.
ç تنافر بين القيمتين من جهة: المجال و معايير الحكم.
ç تنافر بين القيمتين من جهة: المجال و معايير الحكم.
çالتساؤل عن وجاهة الجمع بين هذا الزوج المفهومي: الجمال و الحقيقة
بناء المشكل
بناء المشكل
على أي نحو يمكن التفكير في التجربة الفنّية و أيّة وجاهة تبرّر مقاربتها من جهة العلاقة بين الجمال و الحقيقة ؟ و هل تستوفي المقاربة الإستيتيقية كلّ أبعاد هذه التجربة ؟ ألا يدعونا تنزيل البعد الجمالي ضمن كونية التجربة الإنسانية إلى التفكير في الجمال على نحو إيتيقي ؟
I. المقاربة الميتافيزيقية للجمال:
”إنّ هذه الأعمال [الفنّية] تنتمي إلى المرتبة الثالثة بالنسبة إلى الحقيقة، إنّهم [ الشعراء] لا يخلقون إلاّ أوهاما لا أشياء حقيقية“ أفلاطون، الكتاب المدرسي ص 336
إشكالية الحقيقة: الإشكالية المركزيّة التي إليها تردّ كلّ مباحث الفلسفة الأفلاطونية
إشكالية الحقيقة: الإشكالية المركزيّة التي إليها تردّ كلّ مباحث الفلسفة الأفلاطونية
( الوجودية و المعرفية و الأخلاقية...).
الحقيقة: * الحقيقة في الوجود هي الثابت // * الحقيقة في المعرفة هي الكلّي.
ثنائية وجودية: * عالم المحسوس // * عالم المعقول
ç
ثنائية معرفية: * الوهم // * الحقيقة
النشاط الفنّي:
* طبيعته: يحاكي الطبيعة (مثال السرير)
* قيمته و منزلته:
ـ القيمة الوجودية: أدنى مراتب الوجود لأنّه يحاكي الموجودات الحسّية لا الوجود الحقّç امتداد للتعالي على الطبيعة وجوديا.
ـ القيمة المعرفية: أدنى مراتب المعرفة لأنّه ينتج صورا و خيالات لا المعرفة الحقّ ç امتداد لمعارضة الحواسّ معرفيّا.
ـ القيمة الأخلاقية: يثير الانفعالات وهي عائق أمام الخير أخلاقيا و أمام العدل سياسيا ç امتداد لمقاومة الرغبة أخلاقيا و سياسيا.
استنتاج:
ـ هيمنة اللوغوس (العقل، النظام، الكلّي) على الإيروس (الخيال و الرغبة و الحساسية و الانفعالات...)
ـ الحكم الأفلاطوني على الفنّ ليس حكما جماليا و إنّما هو محاكمة مدفوعة باعتبارات معرفية و أخلاقية و سياسية.
ç هذه المحاكمة لم تسمح بظهور مجال جمالي يكون مستقلاّ من جهة موضوعه و من جهة معايير الحكم فيه.
فضمن أيّة شروط يمكن أن يتمّ التفكير في الموضوع الجمالي و القيمة الجمالية في استقلال عن هيمنة سؤال الحقيقة ؟
II. المقاربة الاستيتيقية للجمال: الأسس و الحدود.
الأنطولوجيا الأفلاطونية (الحقيقة / الوهم)، الرؤية الأسطورية و السحريّة و النظرة المسيحية (المقدّس / المدنّس): عوائق ظهور الجمالي موضوعا و قيمة و رؤية
1 ـ شروط التحرّر من هذه العوائق:
ـ تخلّص الحساسية من هيمنة اللوغوس
ـ تخفيف الطبيعة من كثافة الحضور الديني و السحري و الماورائي
ـ إطلاق الحساسية (العين و الأذن) إنشاء و التقاء بجمالية المرئي
”حين انسحب المريع ظهر الرائع“ دوبري
ç الفنّ ترك المرئي يفصح عن نفسه في الحساسية... جعله يتحدّث عن نفسه لا عن عوالم أخرى. ç لعلّ هذا ما تعبّر عنه ”النزعة الطبيعية“ في الفنّ الحديث: ” لقد أدّى تبخّر العوالم الخلفية و الأساطيرية
و الدينية إلى توجيه الرؤية نحو الحياة الدنيا. هكذا تمّ النظر لأوّل مرّة و فجأة إلى الأشجار و الوجوه بما هي و كما هي بلا مسبقات ، أي في روعتها الدنيوية ” ريجيس دوبري حياة الصورة و موتها ـ ص 158
2 ـ تكوّن المبحث الجمالي: الإستتيقا
” الاستتيقا هي علم الجمال و هي تبحث في شروط الجمال و معاييره و نظرياته، و في الذوق الفنّي و في أحكام القيمة المتعلّقة بالآثار الفنّية... هي إذن دراسة الانفعال الحاصل عن مشاهدة أثر فنّي و ما يترتّب عنه من أحكام جمالية تعكس ذوقا معيّنا، لهذا يسمّي البعض الاستتيقا بأنّها مبحث ملكة الحكم الجمالي بحيث يتمّ تصنيفها من بين العلوم المعيارية“ الكتاب المدرسي ص: 377
* استتيقا الإبداع الفنّي: العبقرية ” إنّ الفنّ الجميل لا يمكن أن يكون إلاّ نتاجا للعبقرية... العبقرية هي الموهبة التي تعطي القاعدة للفنّ ” كانط، الكتاب المدرسي. ص: 392
” الاستتيقا هي علم الجمال و هي تبحث في شروط الجمال و معاييره و نظرياته، و في الذوق الفنّي و في أحكام القيمة المتعلّقة بالآثار الفنّية... هي إذن دراسة الانفعال الحاصل عن مشاهدة أثر فنّي و ما يترتّب عنه من أحكام جمالية تعكس ذوقا معيّنا، لهذا يسمّي البعض الاستتيقا بأنّها مبحث ملكة الحكم الجمالي بحيث يتمّ تصنيفها من بين العلوم المعيارية“ الكتاب المدرسي ص: 377
* استتيقا الإبداع الفنّي: العبقرية ” إنّ الفنّ الجميل لا يمكن أن يكون إلاّ نتاجا للعبقرية... العبقرية هي الموهبة التي تعطي القاعدة للفنّ ” كانط، الكتاب المدرسي. ص: 392
العبقرية:
ـ موهبة طبيعية تبدع ما لا قاعدة له وما لا يُتعلّم
ـ الأصالة خاصيّتها الأولى
ـ الإبداع روحها
ـ الإلهام مصدر ما تنتجه من آثار فنّية
ç التجربة الجمالية تجربة ذاتية إبداعية مستقلّة
* استتيقا الحكم الجمالي: الذوق ” الذوق هو ملكة الحكم الجمالي ” كانط
* استتيقا الحكم الجمالي: الذوق ” الذوق هو ملكة الحكم الجمالي ” كانط
ضرورة تمييز الحكم الجمالي عن: * مقولات الذهن / * أوامر العقل العملي
” فالمرء يسمّي ملائما ما يرضيه، و جميلا ما يسرّه، و خيرا ما يقدّره أي ما يعزو إليه قيمة موضوعية... و يمكن القول إنّه من بين هذه الأنواع الثلاثة من الإرضاء فإنّ رضا الذوق بالجمال هو وحده الرضا النزيه و الحرّ، إذ لا تحمل على الرضا به أيّة مصلحة سواء مصلحة الحسّ أو مصلحة العقل ” كانط، الكتاب المدرسي ص: 332
ç الحكم الجمالي ذاتي مستقلّ كلّي و ضروري ”لاعتبارات ذاتية خالصة (...) أي غير قابل للتحديد بمفاهيم“
3 ـ حدود المقاربة الاستيتيقية
سيطرة مفهوم الحقيقة بالمعنى الوضعي (الموضوعية، التكميم) على المقاربة الاستيتيقية قد يغرقها في نزعة تقنوية، من مظاهرها:
سيطرة مفهوم الحقيقة بالمعنى الوضعي (الموضوعية، التكميم) على المقاربة الاستيتيقية قد يغرقها في نزعة تقنوية، من مظاهرها:
ـ مقاربة كمّية يغدو فيها الجمال بعدا قابلا للقيس
ـ مقاربة اختزالية ترجع الجمال إلى معايير معطاة سلفا
ـ مقاربة نقدية تبحث خارج الأثر عمّا تفسّره به
ç ضياع الجمال في ما ليس منه
III. نحو استتيقا فلسفية:
لعلّ استنقاذ الجمال من مخاطر النزعة التقنوية العلموية التي نمّطت الإبداع الجمالي إنّما يكون باستئناف مقاربته لا على جهة ما هو موضوعي فيه، و إنّما على جهة ما فيه من أبعاد الحضور و التدفّق شعورا و معنى و حياة. ألا يكون ذلك من مهامّ فلسفة جديدة في الفنّ تأخذ الجمال و تنزّله ضمن أبعاد التجربة الانسانية كلّها ؟
1 ـ الجمال تمظهر للفكرة الكلّية:
” عندما نقول إنّ الجمال فكرة، نقصد بذلك أنّ الجمال و الحقيقة شيء واحد“ هيغل، الكتاب المدرسي ص: 328
” عندما نقول إنّ الجمال فكرة، نقصد بذلك أنّ الجمال و الحقيقة شيء واحد“ هيغل، الكتاب المدرسي ص: 328
ـ الروح و هو يتعقّل ذاته سعيا إلى إدراك حقيقته يتمظّهر في العالم عبر أشكال وعي كالفنّ و الدين و الفلسفة، تتقدّم تدريجيا من الحسّي إلى العقلاني.
ـ الفنّ هو التمظهر الحسّي لحركة تحقّق الروح في التاريخ و تعقّلها لذاتها
ç الحقيقة جوهر الفنّ موضوعا و غاية
2 ـ الجمال انكشاف لحقيقة الوجود
” ما الذي يتمّ عمله في العمل الفنّي، إنّه انفتاح الموجود على وجوده. هو حدوث الحقيقة ” هايدقير
” ما الذي يتمّ عمله في العمل الفنّي، إنّه انفتاح الموجود على وجوده. هو حدوث الحقيقة ” هايدقير
” جوهر الفنّ وضع حقيقة الموجود نفسها في العمل الفنّي ” هايدقير، الكتاب المدرسي. ص: 345
ـ حقيقة الوجود شبيهة بالنور الذي تصعب رؤيته في ذاته. إنّها لا تسمح بالاقتراب منها إلاّ في محايثتها للموجود إذ هي تضيء الموجود، و الوجود يلقي بنا بهذه الإنارة في المنفتح: التاريخاني.
ـ ظهور الوجود في الموجود لغة منتشرة على الفنّان الإصغاء إلى هديرها: الأشياء تستجمع قوّة أساسية بها يأتي الوجود صوبنا و ينكشف. هذه الحقيقة تمتنع على الدراسة الموضوعية، حقيقة تريد أن تتكلّم و أن تعلن عن نفسها بشكل شعري ينهض على نوع من الإنصات. الإنصات إلى نداء الوجود هو العمل الفنّي.
ـ هذا الانكشاف الذي يحصل للامرئي ليتجلّى في المرئي هو الجمال أو الحقيقة في أبهى صورة شعرية.
ـ من بين ما يمكن أن يقرّبنا من ماهية الحقيقة بوصفها انكشافا هي التجربة الفنّية.
ـ مصدر العمل الفنّي منهل لا مرئي على الرغم من أنّه قوّة كاشفة، و حقيقة هذا المنهل هي حقيقة الوجود ذاتها أي الحقيقة المحايثة للموجود الذي يمثّل المرئي و أشياءه.
ç الفنّ هو الحقيقة انكشافا و حضورا.
3 ـ الجمال تعبير عن حقيقة الذات
” الفنّ و التاريخ، أقوى أداتين تعينان على البحث في الطبيعة الإنسانية... ولكي نجد الإنسان لا بدّ من أن نذهب إلى الشعراء العظام، إلى الكتّاب التراجيديين أمثال شكسبير، و الكوميديين أمثال سرفنتاس، و إلى القصّاصين المحدثين أمثال بلزاك و فلوبير و دستوفسكي. ليس الشعر محض محاكاة للطبيعة. الشعر و التاريخ هما قانون معرفتنا الذاتية“ كاسيرر، مقال في الإنسان. ص: 347
- الفنّ هو من ضمن الأشكال الرمزية كالدين و العلم و الفلسفة و الأسطورة التي ينشئ عبرها الإنسان المعنى و الدلالة.
ç في الفنّ تتمثّل الذات ذاتها
4 ـ الجمال حدس لحقيقة الواقع
” ليس من هدف للفنّ إلاّ استبعاد كلّ ما يحجب عنّا الحقيقة و الواقع لكي نكون وجها لوجه مع الواقع بالذات ” برقسون، الكتاب المدرسي. ص: 365
ـ نعيش محكومين بمواضعات اجتماعية / لغوية / قيمية / حسّية / ذهنية ذات أغراض نفعية لا ترينا الواقع كما هو في ديمومته واتّصاله بل في حدود ما تسمح به حاجات تلك المواضعة، و من ثمّت فكلّ فهم أو تعقّل أو تعبير أو حكم لا يقول الحقيقة الأصلية للواقع.
ـ الفنّ يخترق كلّ تلك المواضعات لينفذ في شكل حدس إلى المحتوى العميق و الأصيل للعالم و للذات.
ç الفنّ رؤية تتّصل خلالها روح الفنّان بالحقيقة: الديمومة
5 ـ الجمال تجربة معنى
” إن المصوّر ينبغي أن يخترقه العالم لا أن يخترق هو العالم.. إنّي أنتظر أن أكون مغمورا داخليا و مدفونا، إنّني أصوّر لكي أبزغ. إنّ ما نسمّيه شهيقا إلهاما ينبغي أن يؤخذ بالمعنى الحرفي: فهناك حقيقة شهيق و زفير للوجود، هناك تنفّس في الوجود، هناك فعل و انفعال لا يمكن تمييزهما بحيث لا نعود نعرف من الذي يرى و من الذي يرى“ الكتاب المدرسي. ص: 349
” إن المصوّر ينبغي أن يخترقه العالم لا أن يخترق هو العالم.. إنّي أنتظر أن أكون مغمورا داخليا و مدفونا، إنّني أصوّر لكي أبزغ. إنّ ما نسمّيه شهيقا إلهاما ينبغي أن يؤخذ بالمعنى الحرفي: فهناك حقيقة شهيق و زفير للوجود، هناك تنفّس في الوجود، هناك فعل و انفعال لا يمكن تمييزهما بحيث لا نعود نعرف من الذي يرى و من الذي يرى“ الكتاب المدرسي. ص: 349
ـ التجربة الفنّية انقطاع عن ـ النظرة اليوميّة الأداتية النفعية للعالم
ـ النظرة العلمية الموضوعية التقنية
ـ التجربة الفنّية توحّد الذاتي بالموضوعي بالمعنى الإحيائي
ç النظرة الفنّية تمعين للعالم
IV. نحو مقاربة ايتيقية للجمال:
و لكن... ألا يدلّ ذلك على أنّ الجمال قد يكون كيفيّة ما للوجود و للحياة ؟ ألا يدعو ذلك إلى مقاربة الجمالي، لا ضمن العلاقة بالحقيقة داخل الاستعادة الفلسفية للجمالي، و لكن ضمن أفق مغاير هو أفق الحياة ؟
فأي حياة تلك التي يدعونا إليها الجمال ؟ و كيف يمكن للجمالي أن يكون هو الحياة على نحو ما ؟
1 ـ الجمال إقبال على الحياة
”لقد علّمنا الفنّ على مدى آلاف السنين أن ننظر إلى الحياة و إلى كلّ شكل من أشكالها باهتمام و متعة و أن نستدرج أحاسيسنا هذه إلى الحدّ الذي تصرخ فيه: أيّا تكن هذه الحياة فهي جميلة " نتشه، الكتاب المدرسي. ص: 357
” الفنّ لعب و رمز و احتفال ” غادامير، حقيقة و منهج ص: 347
ـ في مقابل الحقيقة التي تنمّط و تموضع و تشيّء الوجود، لنا الجمال الذي يعيد تسريح ما تعطّل من ذواتنا و إحياء الحيوي فينا بعد إذ جمّدته العقلانية.
ـ الفنّ هو ما وراء الخير و الشرّ، براءة و شراهة وجود.
ç الجمال ليس فقط أثرا أو عملا بل هو كيفية وجود: حرّية، إقبال، امتلاء، انتشاء ( ديونيزوس، زارادشت، زوربا.. )
2 ـ الجمال رمز أخلاقي
” على الفنّان أن يسعى إلى ابداع المثال بعد التوفيق بين الممكن و الضروري“ شيلر، الكتاب المدرسي. ص: 363
ـ وصل بين الجميل و الخير(اشتراك المعايير الجمالية و الأخلاقية: الحسن / القبيح، التجمّل)
ـ الجميل تهذيب للطبيعة الانسانية يرقى بها إلى مستوى الأخلاقية السامية (التطهّر).. الجمال إذ يؤهّلنا للجلال.
ـ الجميل يطرد من الروح النزعات المعادية للمثل الأعلى للإنسانية فيؤهّل الفرد إلى الامتثال طوعا إلى الواجب الأخلاقي.
ç الجمال تربية للجنس البشري
3 ـ الجمال تحرّر و وعد بالسّعادة.
” إنّ صفات الفنّ الجذرية، أي وضع الواقع القائم موضع اتّهام و استحضار صورة جميلة للحياة، ترتكز تحديدا على الأبعاد التي بها يتجاوز الفنّ تعيينه الاجتماعي و ينعتق من عالم القول و السلوك المتواضع عليهما... و يفضي المنطق الداخلي للفنّ إلى بزوغ عقلانية و حساسية مغايرتين تتحدّيان العقلانية و الحساسية المندمجتين بالمؤسّسات الاجتماعية السائدة“ ماركوز، البعد الجمالي. ص: 18
ـ كلّ حضارة هي ذات أساس قمعي يتمثّل في التنظيم العقلاني و الأخلاقي للرغبة و الانفعالات.
ـ قمع الحضارة المعاصرة يتمثّل في سيطرة مبدأ النجاعة و المردودية على كلّ أبعاد الحياة الإنسانية: الإنسان ذو البعد الواحد
ـ هيمنة مبدأ النجاعة أنتج ”ذاتا بلا أفق“ مطلبها الوحيد استهلاك واتّباعية نمطية.
ـ تسعى النزعة التقنوية إلى تبضيع منتجات الفنّ و استيعابها ضمن ذهنية الاستهلاك.
ç ـ الخيال الفنّي لا يمكن تنميطه و مأسسته.
ـ الخيال و البعد الجمالي هما أداتا نفي في صلب الحضارة القمعية قادران على تحرير الإنسان من سطحيّة النزعة التقنويّة و هيمنة مبدأ النجاعة.
4 ـ الجمال انفتاح على الكوني
” إنّ الانسان بحاجة إلى أن يكون أكثر ممّا هو، فهو بحاجة إلى أن يكون إنسانا كلّيا، و هو لا يكتفي بأن يكون فردا منعزلا، و هو من خلال سأمه الذي يشكّل الطابع الجزئي لحياته الفردية يطمح إلى الخروج نحو كلّية يرجوها و يطلبها، إلى كلّية الحياة، و يسعى إلى عالم أكثر وضوحا و عدلا، إلى عالم يكون له معنى. إنّه يثور على فكرة فنائه داخل وجوده المحدود و ضمن الحدود العابرة
” إنّ الانسان بحاجة إلى أن يكون أكثر ممّا هو، فهو بحاجة إلى أن يكون إنسانا كلّيا، و هو لا يكتفي بأن يكون فردا منعزلا، و هو من خلال سأمه الذي يشكّل الطابع الجزئي لحياته الفردية يطمح إلى الخروج نحو كلّية يرجوها و يطلبها، إلى كلّية الحياة، و يسعى إلى عالم أكثر وضوحا و عدلا، إلى عالم يكون له معنى. إنّه يثور على فكرة فنائه داخل وجوده المحدود و ضمن الحدود العابرة
و العارضة لشخصيته الخاصّة. هو يريد التوجّه إلى شيء ما أكثر من مجرّد الأنا، و أن يوحّد هذه الأنا المحدودة بوجود جماعي عن طريق الفنّ.“ فيشر، الكتاب المدرسي. ص: 362
استنتاجات
ـ خضوع العين لسطوة الفكرة أو الاعتقاد يمنعها من أن ترى، و إذا رأت فلا ترى جمالا بل رمزا أو مجازا أو إيحاء يجعل المرئي إشارة إلى عوالم أخرى.
ـ لا تولد النظرة الجمالية للعالم إلاّ حين تتحرّر العين من إرادة الالحاق و الإرجاع، و لكي ترى جماليا فلا بدّ من ابتعاد ما عن الحقيقة بالمعنى الذي تكون فيه الحقيقة إلغاء للرؤية و إمكانها.
ـ استقلالية الجمالي عن الاعتبارات الدينية و المنطقية و الأخلاقية يسمح بظهور مبحث موضوعه ذلك الاحساس الفريد بالجمال مقصودا لذاته، و ذلك المبحث هو الاستتيقا.
ـ المبحث الجمالي ينظر في الجمال بمعزل عن المعرفي و الأخلاقي و الحرفي، أي الحقيقة و الخير و النافع لكي لا يبقي في ذلك الإحساس إلاّ على السرور الناتج عن المتعة النزيهة و الحرّة.
ـ مع المبحث الجمالي نفهم أنّ الجمالية إبداع حرّ أساسها العبقرية، و أن تقبّل الأثر الفنّي استمتاع أساسه حكم ذوقي متحرّر من المنفعة.
ـ سيطرة التصوّر الوضعي للحقيقة على المقاربة الاستيتيقية قد يؤول بها إلى نزعة تنميطية من آثارها تغييب الجمالي في الأثر.
ـ ذلك ما يدعو إلى مقاربة فلسفية للفنّ تستعيد فيه أبعاده الحقّ: انكشاف الذات و الوجود، انعطاء معنى العالم.
ـ فلسفة الفنّ تسمح بنقل الجمال من مجال الإبداع إلى رحابة الحياة حيث يغدو موصولا ببعد إيتيقي يفتح على الكوني: الجمال
كيفية حياة و فنّ وجود: إقبال على الحياة، رمز أخلاقي، تحرّر و وعد بالسّعادة، توحّد بالكوني...
مع تحيات الأستاذ: نجيب الأزرق
يرحم والديك
ردحذف