نشكر الأستاذ: خالد كلبوسي من ولاية القيروان، على تعاونه.
*
يمكن الانطلاق من خطورة الأبحاث العلمية
التي تُجرى اليوم في المخابر التي يتمّ التستّر عليها أحيانا، ممّا يدعونا إلى
التفكير بجديّة أكبر في مسؤولية العالم تجاه ما يقوم به.
الموضوع:
" لا
يمكن أن توجد أخلاق علمية، لكن لا يمكن أيضا أن يوجد علم لا أخلاقي." حلّل هذا القول و ناقشه
مبيّنا أنّ التمييز بين العلم و الأخلاق لا يتنافى مع الالتزام".
التخطيـــــط:
التمهيـــد:
* تمثّل الدراسة العلمية للظواهر
منعرجا هامّا جدّا بالنسبة لتاريخ الفكر، فقد جدّدت تصوّرنا للطبيعة و الإنسان و طرحت
أسئلة جديدة في شأن علاقة المعرفة بالقيم و الالتزام.
الإشكالية:
* ما الذي يميّز عالم الأخلاق عن
النظرية العلمية ؟
و هل أنّ التمييز بين
العلم و الأخلاق يستبعد المسؤولية الأخلاقية ؟
*
هل أنّ التمييز بين الأخلاق و العلم يقود
إلى تجاهل المسؤولية الأخلاقية ؟
الرّهانات:
ـ الوعي بضرورة تحمّل
العالم و الفيلسوف مسؤوليتهما أمام الأجيال اللاحقة.
ـ لا ينبغي استبعاد مسالة
الالتزام من العلم و الفلسفة.
التحليل:
1)
التمييز بين الأخلاق و العلم:
ـ تهتمّ النظرية العلمية
بالواقع الموضوعي بينما تهتمّ الأخلاق بما يجب أن يكون، و لذلك نميّز بين أحكام
الواقع و أحكام القيمة.
ـ تهدف الدراسة العلمية
إلى تحديد قوانين الظواهر بينما تمثّل القاعدة الأخلاقية إلزاما لتوجيه السلوك وفق
تصوّر معين للخير و الشرّ.
ـ يحيل القانون العلمي على الضرورة و الحتمية بينما تحيل
القاعدة الأخلاقية على الاختيار و الحرّية.
2)
المعرفة العلمية و الالتزام الأخلاقي:
ـ يستنتج البعض، في
تسرّع، أنّ الاهتمام بعالم الغايات يمثّل ترفا فكريا لسنا في حاجة إليه، بل إنّه
يمثّل عائقا أمام تقدّم المعرفة العلمية. لقد انتهى عصر التأمّل و بدأ عصر المعرفة
من أجل المنفعة الذي يجد في التقنية تحقّقه الأسمى.
ـ غير أنّ الفصل بين
العلم والأخلاق يمكن أن يؤدّي إلى نتائج سلبية جدّا لعلّ أهمّها تخلّي العالم عن
مسؤوليته الأخلاقية.
ـ إنّ الأبحاث العلمية
اليوم تطرح عدّة إشكاليات أخلاقية (الاستنساخ ـ التحكّم في المورثات ـ تخصيب
اليورانيوم...)
ـ لذلك لا بدّ من التخلّي
عن اللامبالاة التي تجعل من العالم إنسانا غير مسؤول، بل يجب عليه أن يعيَ
بالنتائج الخطيرة لعمله.
3)
حوار العالم والفيلسوف:
ـ إنّ الإشكاليات الأخلاقية التي يمكن أن
يؤدّي إلى طرحها البحث العلمي تمثّل فضاء مشتركا للتفكير حيث يلتقي الفيلسوف و العالم.
ـ فالعلم من شأنه أن يدفع
الفلسفة إلى تجديد أسئلتها و بالتالي مواكبة عصرها، كما من شأن الفلسفة أن تنبّه
العلم إلى قضايا لا يهتمّ بها المنهج العلمي الصارم.
ـ إذن يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي بين الفلسفة و العلم
لا يستطيع الموقف الوضعي أن يستوعبه.
النقاش:
المكاسب:
ـ التمييز بين مجالَيْ
الأخلاق والعلم لا يتناقض مع مسألة الالتزام.
ـ التكامل بين الفلسفة
والعلم أمر هامّ ويحتاج إليه عصرنا إذا أخذنا في اعتبارنا الإشكاليات الأخلاقية
التي يطرحها البحث العلمي.
.
الحدود:
ـ قد يجد البعض في مسألة الالتزام طريقا
لإخضاع العلم للفلسفة وهو ما يُفضي إلي علاقة متوتّرة بينهما، فمن شروط الحوار
الانفتاح على تعدّد الرؤى.
الخاتمة:
إنّ حاجتنا اليوم أكيدة
لتحالف جديد بين العلم والأخلاق دون أن يعني ذلك تحكّم طرف في الطرف الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق