إعــــــــــــــــــــــــــلام
مرحبا بكم أيّها الأعزّاء، في مدوّنتكم طريق النجاح.

نرجـو أن تُشــرّفـونا بزياراتـكم ومساهمــاتكم ونعلمـكم أننّــا على استعــداد لنشر كـلّ مـا تتكرّمـون به من مساهمـات تفيــد الأستـــاذ والتلميذ معا. ننتــظر أن تمــدّونا بدروسـكم أو امتحاناتكم أو كلّ ما ترونه صالحا للنشر، يستفيد منه دارس الفلسفة في السنوات الثالثة والرابعة من شعبتي الآداب والعلـوم. للمراسلة والطلبـات والاستفسار يُمكنـكم الاتّصـال على العنوان التالي:

بحث في المدونة

الأحد، 1 ديسمبر 2013

تدريب على التحرير

الأستاذ: علي عطي 
معهد فرحات حشاد ـ رادس
التدريب على المقال الفلسفي
الموضوع: ليست الذات معطى وإنّما مشروع تحقّق.
حلّل هذا الموقف مبرزا من خلاله منزلة الآخر في تحقّق الذات.
ـ الاشتغال على خطوات العمل التحضيري يقود إلى التخطيط الذي في ضوئه يكون التحرير.

 التخطيط
         توجيهات منهجية
استدعاء المرجعيات وظيفيا 
* المقدّمة:
ـ التمهيد: يمكن الانطلاق من الإمكانات التالية:
 ـ اهتمام الفلسفة بمساءلة الذات الإنسانية بماهي موضوع بحثها الرئيسي و بما يمكن أن يحدّد حقيقتها.
ـ اضطلاع الفلسفة بمهمّة بناء تصوّر جديد للإنسان تزامنا مع ظهور جملة من الإحداثيات العلمية التي رجّت كلّ التصوّرات و الثوابت التقليدية حول الإنسان.
ـ الإشكالية: هل الذات معطى طبيعي أم مشروع تحقّق تاريخي؟ وأيّة منزلة للآخر في تحقّق الذات؟ هل هو مجرّد عرض يجب تجاوزه أم مكوّن أساسي من مكوّنات الذات؟ وهل الآخر مساعد وشريك على الدوام في تحقّق الذات أم بإمكانه أن يتحوّل إلى عائق يهدّد التحقّق؟ وإذا سلّمنا بواقع تسلّط الآخر وإرادة فرض سلطانه. فهل يدعونا ذلك إلى  إقصائه
 ورفضه نهائيا أم رفعه إلى مستوى الرّهان الايتيقي حتّى في ظلّ الحالات القصوى؟. 
*الجوهر:
** التحليل: تحليل الأطروحة القائمة على اعتبار أنّ الذات مشروع تحقّق وليست معطى   وذلك بـ :
1 ـ بيان مبرّرات استبعاد الأطروحة المستبعدة:
أ ـ اعتبار الذات معطى يفيد أنّها:
   ـ كيان جوهره الوعي.
   ـ وحدة بسيطة.
ب ـ هذه التصوّرات للذات قائمة على التسليم بـ :
   ـ أنّ للإنسان طبيعة بشرية ثابتة.
   ـ أنّ الإنسانيّ في الإنسان معطى فطري وفردي وطبيعي.
   ـ أنّ إنسانية الإنسان معطاة وجاهزة قبليا.
   ـ أنّ للذات ''جذر ميتافيزيقي'' بحيث تكون الماهية سابقة للوجود ومحدّدة له.
ـ أنّ اعتبار الذات معطى يعكس تمثّلا معيّنا للآخر بما هو  كلّ ما هو مغاير للذات و مختلف عنها إذ يمكن أن يحمل على معنى ذات فردية أو جماعية بحيث يكون:
 ـ الآخر مرميّ خارج جاهزية الذات وامتلائها.
ـ الغير يمثل عرضا وعائقا يجب تجاوزه من أجل إدراك الوحدة.
Zأنّ هذه المسلّمات تعكس بنية فكر بسيط قائم على الاختزال والتبسيط.
ج ـ التبعات:
 ـ عزل الإنسان عن واقع الفعلي و التعالي على الآخر.
 ـ النرجسية والاعتداد بالذات إلى حدّ التقوقع والعزلة.
 ـ الفقر الأنطولوجي لانعدام التواصل والتفاهم.
ـ اعتقاد الذات في امتلاك حقيقة العالم باعتبارها سيّدة العالم و مالكة له.
Zهذه التبعات تشرّع لتأكيد أنّ الذات ليست معطى و إنّما مشروع تحقّق تاريخي.
 2 ـ العودة إلى الأطروحة القائلة بأنّ الذات مشروع تحقّق:
أ ـ اعتبار الذات مشروع تحقّق يفيد أنّها:
ـ كيان منفتح على إمكانات لامتناهية.
 ـ كيان ينمو و يتحقّق وفق مسار تاريخي.
 ـ بنية مركّبة تتفاعل فيها جملة من الأبعاد.
ب ـ اعتبار الذات مشروع تحقّق ينبني على التسليم بـ:
 ـ أنّ الإنسان كائن تاريخي.
 ـ أنّ الإنسانيّ في الإنسان نتاج اجتماعي
 وتاريخي.
 ـ أنّ إنسانية الإنسان مكسب وإنجاز يتحقّق مع الآخرين وبهم.
 ـ أنّ للذات جذر أنطولوجي بحيث يكون الوجود سابقا للماهية ومحدّدا لها بما يفيد أنّ الذات صانعة مصيرها وماهيتها المأمولة.
ـ أنّ اعتبار الذات مشروع تحقّق يعكس تمثّلا معيّنا للآخر:
 ـ الآخر ضرورة للتحقّق الأنطولوجي و المعرفي و القيمي.
 ـ الغير مكوّن أساسي من مكوّنات الذات فلا يكون لها وجود إلاّ معه و لا قدرة لها على التحقّق دونه و خارج التواصل معه.
  ج ـ التبعات:
   ـ  وصل الذات بعالمها الفعلي ومحايثتها له والتحرّر من التعالي والنرجسية ومحايثة الذات لعالمها.
 ـ ذاتية متبادلة تقيم علاقات تواصل مع الآخرين.
 ـ منح وجود الذات و وجود الآخر معنى.
**النقاش:
 * المكاسب:
ـ مكسب أنتروبولوجي: تحرير الإنسان من الأوهام التي يحملها حول ذاته و اقتران حقيقته بالوحدة
والبساطة.
ـ مكسب أنطولوجي: دحض النظرة الأحادية الجانب التي تختزل الذات في كونها ماهية محدّدة سلفا أو طبيعة ثابتة مفرغة من كلّ غيرية إذ لا إمكان للتحقّق  إلاّ في عالم الآخرين و معهم.
ـ مكسب معرفي: الوعي بمخاطر الفكر البسيط و ضرورة التحرّر من سلطانه والعمل على تغيير بنية التفكير والذكاء من أجل أن يظلّ الفهم ممكنا.
ـ مكسب ايتيقي: الانفتاح على الآخر والتواصل معه من أجل تكثيف إمكانات التحقّق معا. بالنظر إلى أنّ الحرّية هي الوجه الآخر للمسؤولية بماهي مسؤولية كونية تجاه الذات والآخر. 
 * الحدود:
ـ تنسيب دور الآخر في تحقّق الذات كمشروع إنساني إذ يمكن التظنّن عليه باعتبار أنّ الآخر يمكن أن يتحوّل من مجال للتحقّق إلى فضاء يستهدف هذا التحقّق:
ـ يمكن للآخر أن يكون عائقا أمام تحقّق وعي الذات بذاتها ومعرفتها لذاتها حين  يتمظهر في صورة تعطّل حركة الوعي و في ممارسة قائمة على الإخفاء والتمويه معتمدة المغالطة في الخطاب قاصدة التأثير في التصوّرات لإرباك طريقة التفكير بما يقف حائلا دون إدراك حقيقة الذات ووعيها بذاتها..
ـ يمكن للآخر أن يتحوّل إلى هيمنة تستهدف سحق الذات وتدميرها والحيلولة دون استنارتها حين يعمل على فرض سلطته لتبقى الذات في حالة تبعية عمياء أو حين يعمل على تظليلها ليتحوّل إلى وصاية تدعو إلى عدم التفكير باعتباره أمر مرهق وخطير.
ـ يمكن للآخر أن يتعامل مع غيره من الذوات بوصفها مواضيع و مجرّد أدوات إنتاج لا تختلف عن بقيّة الأدوات والأشياء والنظر إلى الأجساد بوصفها مجرّد سلع لتحقيق الأرباح حين توظّف في إطار الإشهار الاقتصادي  والاستثمار السياسي أو ما يسمّيه فوكو بالتكنولوجيا السياسية للجسد، وهو ما يكشف هيمنة عقل أداتي يموضع البشر ويعاملهم كوسائل وليس كغايات بما ينتهي إلى  تكريس علاقات أساسها الصراع والعنف.
ـ يمكن للآخر الجماعي أن يتحوّل إلى تأثير سلبي كان قد عبّر عنه هيدغير
''باستبداد الهُم''. فهذا '' الهم '' يفرض على الذات أنماطا سائدة من التفكير والأحكام والإحساس والتذوّق فيستنزفها ويستهدف خصوصيتها وفرادتها فلا تستطيع التحقّق فعلا كمشروع إنساني وايتيقي.  
ـ الحذر من أن يكون التحقّق في عالم الآخرين نسيانا للذات وضياعا لها (أنّ الدعوة للآخر وايتيقا الآخر قد تكون دعوة خطيرة على الذات. فمن يكون هذا الآخر؟ ).
الخاتمة:
ـ التأكيد على أنّ  الآخر يبقى ضروريا لتحقّق الذات حتّى في الحالات القصوى ذلك أنّ النظر للآخر والتعامل معه كشريك فعليّ في تجرية الوجود يقتضي اضطلاع الفكر بتصوّر جديد للإنسانية يكفّ عن اعتبارها مفهوما مجرّدا و يؤسّس للنظر إليها بوصفها مصيرا مشتركا ولعلّ في ذلك ما يمكن أن يؤهّل فعلا لإنقاذ كونيّ الحياة من كونيّ الموت.  

التمهيد: تقديم مبرّر لطرح المشكل (الانطلاق من تصوّر شائع، تناقض بين موقفين، الواقع) 
ـ تحويل السؤال إلى مشكل والمشكل إلى إشكالية:
ـ اعتبار نصّ الموضوع إجابة عن سؤال: ما الذات؟
ـ تحويل السؤال إلى مشكل بما أحال إلى تضمّن إجابتين، الأولى موضع استبعاد والثانية موضع إثبات. ثمّ التساؤل عن منزلة الآخر في تحقّق الذات بوصفها مشروعا مع إبراز الرّهان من التفكير في المشكل، وهو رفع الآخر إلى مستوى الرّهان الايتيقي (الحوار) حتّى في إطار الوضعيات الحديّة.  
ـ الاشتغال على مبرّرات استبعاد الأطروحة المستبعدة هو لحظة من لحظات الحجاج على الأطروحة.
ـ كشف المسلّمات من أجل تعميق التحليل و الإعداد لاحقا لبيان التبعات بحيث تتحول التبعات إلى تقنية حجاجية.
ـ يمكن الاستفادة هنا من المرجعية الديكارتية ( أنظر ما درست).
ـ الالتزام بمطلوب الموضوع: إبراز منزلة الآخر.
ـ تحديد مفهوم الآخر سياقيا.
ـ لبيان بنية الفكر البسيط يمكن العودة إلى ما وضّحه موران في كتابه مدخل إلى الفكر المركّب :''إنّنا نحيا في ظلّ سلطان مبادئ الفصل والاختزال و التجريد التي تكوّن في جملتها ما أسمّيه ''نموذج التبسيط''. و قد صاغ ديكارت هذا النموذج المحوري بالنسبة إلى الغرب عندما فصل بين الذات المفكّرة  والشيء الممتدّ، أي بين الفلسفة و العلم، وعندما وضع الأفكار الواضحة و المتميّزة كمبدأ للحقيقة، وهو ما يعني فكر الفصل نفسه''.
ـ التبعات تشتغل هنا كتقنية حجاجية للإقناع بضرورة العدول على اعتبار الذات معطى وتشرّع لاعتبارها مشروع تحقّق.
ـ لاحظ محاولة تحقيق الانسجام بين اللحظة 1 و 2 في مستوى النقاط أو ب و ج.
ـ يقول موران:'' إنّ الذات موحّدة لكثرة هائلة و كلّ متعدّد الأبعاد''.
''هناك فكرة أصبحت الآن كسبا وهي ألاّ طبيعة للإنسان البتّة وإنّما له تاريخ أو بالأحرى هو تاريخ''. لويسيان مالصون، الأطفال المتوحّشون.
ـ يقول ماركس '' ليس وعي الناس هو الذي يحدّد وجودهم الاجتماعي وإنّما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدّد وعيهم''.
ـ يقول سارتر في كتابه الوجودية مذهب إنساني ''إذا كان من المستحيل أن نجد في كلّ إنسان ماهية كونية تشكّل طبيعة إنسانية عامة، فإنّه توجد مع ذلك كونية إنسانية مشروطة''.  
ـ ''إنّ وجود الآخر لضروري لوجودي
ولمعرفتي لنفسي''.
  ـ '' ليس من باب الصدفة أن يتحدّث مفكّرو اليوم طواعية عن وضع الإنسان لا عن طبيعته. و يعنون بكلمة وضع تقريبا مجموع الحدود القبلية التي ترسم وضعية الإنسان الأساسية قي الكون(...). إنّ الشيء الثابت هو وجوب وجوده في العالم، منخرطا فيه بالعمل، بين آخرين، و أن يكون كائنا فانيا. فهذه الحدود لا هي ذاتية ولا هي موضوعية. (...) هذا يعني أنّ الإنسان لا يتعيّن كائنا حرّا في وجوده إلاّ من جهة علاقته بهذه الحدود. و فعلا فلكي تكون المشاريع متنوّعة فإنّ لا أحد منها يبقى غريبا عنّي تماما(...) لذلك فإنّ أيّ مشروع مهما كان فرديا له قيمة كونية''.   
ـ موران ( أنظر ما درست)
ـ'' ليس الإنسان كائنا جاثما خارج العالم. بل الإنسان عالم الإنسان'' وفق عبارة ماركس.
ـ تحديد مكاسب الأطروحة و ترتيبها بحسب مبحث الموضوع.
ـ يقول موران:'' و لا شكّ في أنّ هذا النموذج الذي أشرف على مغامرة الفكر الغربي منذ القرن السابع عشر قد مكّن من تحقيق أكبر مظاهر المعرفة العلمية
 والتفكير الفلسفي. و لكنّ نتائجه القصوى الضارّة لم تبدأ في الظهور إلاّ في القرن العشرين''.
  Zالاختزال هو ''إحدى آليات سوء الفهم والتفاهم...'' موران.  
ـ ''يقيم الآخرون فينا و نقيم نحن في الآخرين'' موران.
ـ  '' أنا مسؤول عن ذاتي و عن الآخرين و أنا أبدع صورة أتخيّرها لنفسي و إذ أختار لنفسي فإنّني أختار الإنسان'' سارتر. 
ـ  يتعلّق  الأمر هنا باتّخاذ موقف نقدي معقول، وهو تنسيب دور الآخر في تحقّق الذات.
ـ يقول كانط: '' ها أنا ذا أسمع أصواتا تتعالى: الشرطيّ يقول افعل و لا تفكّر،
والكاهن يقول اعتقد و لا تفكّر والقابض ادفع ولا تفكّر. هناك سيّد واحد في العالم يقول فكّر قدر ما تشاء و في ما تشاء
ولكن أطع''.
يقول هيدغير في كتابه الوجود
والزمان:
'' هذا الوجود ـ المشترك يذوّبني تماما كموجود إنسانيّ مخصوص في نمط وجود ''الآخر'' بحيث أنّ الآخرين لا يزدادون إلاّ اختفاء على مستوى ما لديهم من تميّز
 ومن خصوصية صريحة. إنّ وضع اللاّاختلاف واللاّتميّز هذا هو ما يتيح ''للهُمْ'' أن ينمّي استبداده الخاصّ. فنحن نلهو ونتسلّى مثلما ''الهم'' يلهو، ونحن نرى ونحكم على الأدب والفنّ مثلما ''الهم'' يرى ويحكم، ونحن ننأى عن '' الجموع الغفيرة'' مثلما ينأى ''الهم'' عنها ونعتبر ''مشينا'' ما يعتبره ''الهم'' كذلك. إنّ ''الهم'' وهو ليس شخصا بعينه وهو كلّ الناس، بالرغم من كونه حاصل مجموعهم، هو الذي يملي على الواقع اليومي نمط وجوده''.
ـ يمكن تقديم بعض المحاذير أيضا.
إذا كانت المسؤولية تكون تجاه الآخر دون أن أنتظر منه أن يكون مسؤولا تجاهي.
وإذا كانت الحرّية من أجل الآخر فإنّ السؤال المطروح هو: ألا نكون قد أنجزنا " تفجيرا للأنا بنسفنا للكلّية الأنطولوجية"؟
ألا نكون قد خرجنا من مأزق مركزية الأنا لندخل في مأزق مركزية الآخر؟ (أنظر النقد الموجّه لليفيناس في حديثه على"لا تقايس"  آلام وعذابات ومكابدات اليهود).
ـ لا يتعلّق الأمر هنا بتلخيص لما ورد في التحليل والنقاش وإنّما تقديم حلّ أو حكم مبرّر في شأن المشكل المطروح.
** طريق النجاح: نتوجّه بجزيل الشكر للأستاذ علي عطي وننتظر منه المزيد من المساهمات.
*** ننشر النسخة الأصلية حتّى لا تتداخل العلاقة بين جزئي العمل.
شكرا للأستاذ: علي عطيشكرا للأستاذ: علي عطيشكرا للأستاذ: علي عطيشكرا للأستاذ: علي عطيشكرا للأستاذ: علي عطي

هناك 3 تعليقات:

  1. الرجاء إعادة نشر هذه المساهمة كما وردت في نسختها الأصلية التي تحمل توازيا واضحا بين التخطيط و التوجيهات المنهجية بما يمكّن القارئ من الاستفادة فعليا و شكرا ( علي عطي )

    ردحذف
  2. عمل رائع على المستوى البيداغوجي و المعرفي و المنهجي ... ألف شكر

    ردحذف