إعداد الأستاذ: الفيتوري الرابطي
مدخل إشكالي:
تَفرّد العلوم في العصر الحديث بعقلانيّة تُنتج نمطا من المعرفة مختلفا من حيث المبادئ و المناهج و الحقائق و الأهداف عن أنماط المعرفة الأخرى (الفلسفية و العامية و الأسطورية) جعلها تتبوّأ منزلة الصّدارة في الإبستيمية الحديثة بل و جعل منها و من تطبيقاتها التكنولوجية سمة مميّزة للحداثة و شرط ارتقاء المجتمعات إلى مصاف المجتمعات المتقدّمة حضاريّا. و من المؤكّد أنّ المنزلة الإبستيمية و الحضارية للعلوم أوجبت على الفلسفة إعادة صياغة أسئلتها حول العلم و تجديد نمط مقاربتها النقديّة له بعيدا عمّا دأبت عليه في العصور القديمة من ادّعاء أنّها ملكة العلوم و سيّدتها و أنّ الفيزياء و الرياضيات و علوم الحياة و الإنسان هي