** الأستاذ: سامي الملّولي **
**القسم: الرابعة علوم تجريبية 4**
** السنة الدّراسية 2012 ـ 2013 **
فرض تأليفي عــــ1 ـــدد في مادّة
القسم الأوّل: (عشر نقاط)التمرين الأوّل: (2 ن)
حدّد دلالة الكوجيتو.
** الكوجيتو هو أوّل حقيقة وصلت إليها الذات الشاكّة وهي حقيقة الذات و التي تحدّدت فيها الإنيّة من خلال التفكير أو الفكر و الذي يُحيل على النفس و تتمثّل في القضيّة التالية: "أنا أفكّر إذن أنا موجود"
التمرين الثاني: (2 ن)
حدّد تبعات هذا القول: "يقضي تحديد ما يُميّز النفس البشريّة عن بقيّة النّفوس و ما يجعلها تتفوّق أن نعرف طبيعة موضوعها، أي طبيعة جسم الإنسان".
** من تبعات القول:
1) مراجعة منزلة النفس.
2) تجاوز التّصوّرات الميتافيزيقية المُقصية للجسد من تحديد الإنيّة.
3) رفض الموقف القائل بأنّ الجسد مكمَن الشرور و المصائب و الحروب.
4) القول بالجسد القيمة و كأحد محدّدات حقيقة الإنسان.
التمرين الثالث: (6 ن)
... أمّا من حيث العقل فمن وجهين، وجه عام، يُمكن إثباته مع كلّ أحد، و وجه خاصّ يتفطّن له أهل الخصوص و الإنصاف. أمّا الأوّل فهو أن يعلم أنّ حقيقة الإنسان ليست عبارة عن الجسم فحسب، فإنّه إنّما يكون إنسانا إذا كان جوهرا و إنّه يكون له امتداد في أبعاد تفرض طولا و عرضا و عمقا، و أن يكون مع ذلك ذا نفس، و أن تكون نفسه نفسا يتغذّى بها و يحسّ و يتحرّك بالإرادة. و مع ذلك يكون بحيث يصلح لأن يتفهّم المعقولات و يتعلّم الصّناعات و يُعلّمها إن لم يكن عائق من خارج لا من جهة الإنسانيّة، فإذا التأم جميع هذا حصل من جملتها ذات واحدة هي ذات الإنسان ـ فإذا ثبت بهذا أنّ حقيقة الإنسان لا تكون عرضا لأنّ الأعراض يجوز أن تتبدّل و الحقيقة بعينها باقية فإنّ الحقائق لا تتبدّل ـ فإذا ما هو ثابت فيك مذ كنت فهو نفسك و ما طرأ عليك و يزول فهو الأعراض.
أمّا الوجه الثاني وهو البيان الخاصّ فهو الذي يصلح لأهل الفطانة و من فيه لطف الفهم و الإصابة فهو أنّك إذا كنت صحيحا ... فلا تتلامس أجزاؤك و كنت في هواء طلق (أي معتدل) ففي هذه الحالة أنت لا تغفل عن إنّيتك و حقيقتك بل و في النوم أيضا، فكلّ من له فطانة و لطف و كياسة يعلم أنّه جوهر و أنّه مجرّد عن المادّة و علائقها و أنّه لا تغرب ذاته لأنّ معنى التعقّل حصول ماهية مجرّدة للعاقل.
الغزالي ـ معراج القدس ـ ص 18 / 19
1 ـ استخرج الأطروحة المُثبتة للنصّ. (1.5 ن)
** ـ تتحدّد الإنيّة بما هي إنّية نفسية.
ü فإذا ما هو ثابت فيك مذ كنت فهو نفسك و ما طرأ عليك و يزول فهو الأعراض.
ü فكلّ من له فطانة و لطف و كياسة يعلم أنّه جوهر و أنّه مجرّد عن المادّة و علائقها و أنّه لا تغرب ذاته لأنّ معنى التعقّل حصول ماهية مجرّدة للعاقل.
2 ـ قم بصياغة إشكالية النصّ. (1.5 ن)
v محاولة 1: بم تتحدّد إنّية الإنسان ؟ هل بما هي حقيقة مجرّدة متمثّلة في النفس أو العقل أم بالجسم الذي يُحيل على المادي و على الأعراض؟ (إشكالية إحراجية)
v محاولة 2: بم تتحدّد إنيّة الإنسان ؟ هل بما هي حقيقة مجرّدة متعلّقة بالنفس والعقل؟ و ما علاقة الإنّية بالجسم و بالمادي ؟ (إشكالية تحليلية)
3 ـ ما هي دلالة الإنّية حسب النصّ ؟ و ما هي مشروعيّتها ؟ (3 ن)
** تتحدّد الإنّية باعتبارها إنّية نفسية و ذلك لاعتبارات كان الغزالي قد بيّنها انطلاقا من برهان أوّل يتعلّق بكلّ الناس أو كما حدّده " وجه عام، يُمكن إثباته مع كلّ واحد" و يتمثّل في أنّ علاقة النفس بالجسم علاقة تفاضلية، حيث تُحيل النفس على الثابت و الجسم على العرضي المُتبدّل و برهان ثان وهو الذي يتعلّق بالفلاسفة و من لهم القدرة على إعمال العقل أو التعقّل و التجريد و الذي يفترض التسليم أنّ " معنى التعقّل حصول ماهية مجرّدة للعاقل.
القسم الثاني: (عشر نقاط)
يختار الممتحن أحد السؤالين التاليين ليحرّر في شأنه محاولة لا تتجاوز ثلاثين سطرا
{ السّؤال الأوّل: هل أنّ مطلب تحديد الإنّية هو تفكير في مطلب الكلّي ؟؟
{ السّؤال الثاني: هل يُمكن للجسد أن يُجسّد إنيّة الإنسان ؟؟
الإصلاح:
السّؤال الأوّل: هل أنّ مطلب تحديد الإنّية هو تفكير في مطلب الكلّي ؟؟
ـ يتضمّن السّؤال إحالة على علاقة تضمين بين مطلب الكلّي بما هو مطلب فلسفي و انشغال الفلسفة بمسألة الإنّية و سعيها لتحديدها. لتكون الأطروحة التي تفترض الاشتغال عليها و بيان وجاهتها و مشروعيتها " إنّ مطلب تحديد الإنّية هو تفكير في مطلب الكلّي"
ـ إذا كان مطلب الكلّي هو المشكل الذي يضمّ جملة من الإحداثيات أو المشكلات الفلسفية مثل إشكالية ماهية / إنّية الإنسان.
ـ يتحدّد الكلّي بما هو الواحد الذي نستدلّ به على الكثرة.
ـ تتحدّد الإنّية بما هي حقيقة الإنسان و ماهيتة أو هي ما يُعبّر عن الوحدة و القطع مع الكثرة لذلك يُمكن ربط المطلبين ببعضهما لكون السؤال عن الإنّية سؤالا منخرطا في مطلب الكلّي.
ـ بناء موقف يُصرّح بتضمّن مطلب الكلّي فلسفيّا مطلب تحديد إنّية الإنسان.
السّؤال الثاني: هل يُمكن للجسد أن يُجسّد إنيّة الإنسان ؟؟
السّؤال الثاني: هل يُمكن للجسد أن يُجسّد إنيّة الإنسان ؟؟
? يُمكن للتلميذ بلورة الإجابة وفق هذين الاحتمالين / الإمكانيتين.
¯ إمكانية 1: تبنّي الموقف المُصرّح به في السؤال: " يمكن للجسد أن يُجسّد إنّية الإنسان"
بلورة الإجابة ببيان مشروعية القول بالإنّية الجسديّة وفق عمليّة تجديل لعلاقة النفس بالجسد و وفق مراجعة التّصوّرات الميتافيزيقية القائلة بتحقير الجسد و بوضاعته و المُتأسّسة عل تصوّرات ثنائية تفاضلية و معيارية تجعل النفس مُتميّزة و مُتمايزة عن البدن / الجسم.
ـ يُمكن توظيف أحد المرجعيات الميتافيزيقية المُحقّرة للجسد أو المُقصية له:
1 ـ أفلاطون PLATON: الجسد بما هو مصدر الشرور و المصائب و الحروب و العطالة أمام تحقيق النفس مطلوبها المُتمثّل في بلوغ الحقائق و الرقيّ و الترقّي في سلّم الوجود و الموجودات.
2 ـ أفلوطين Plotin: يؤكّد عل ضرورة إقصاء البدن، بل إنّه يُنزّله منزلة العار الذي يتوجّب على الإنسان الخجل منه " أخجل من نفسي و أنا أحمل هذا البدن و أنا أتجوّل في الأسواق" أو لحظة احتجاجيّة على أحد البدناء عندما وجده يأكل بشراهة و نهم قائلا: " لماذا تُعلّي من أسوار سجنك ؟"
3 ـ ديكارت DESCARTES: التمييز بين جوهر مُفكّر و جوهر ممتدّ و القول بالجسم الجثّة و الكتلة و الذي يتميّز بخصائص هندسية و فيزيائية مُتحوّلة و مُتبدّلة و ترسيخ حقيقة الكوجيتو: " أنا أفكّر إذن أنا موجود"
4 ـ أو يُمكن استحضار نماذج من الفلسفة الإسلامية، ابن سينا و برهان الرّجل المعلّق أو أطروحة نصّ الغزالي موضع الاحتبار في التمرين الثالث من القسم الأوّل.
ـ الوقوف عند تجديل و مراجعة هذا الموقف بالإشارة للحظة السبينوزية التي عملت على إعادة الاعتبار للجسد: " يقضي تحديد ما يُميّز النفس البشريّة عن بقيّة النفوس و ما يجعلها تتفوّق أن تعرف طبيعة موضوعها، أي طبيعة جسم الأنسان"
ـ الوصول لبيان قيمة الجسد الخاصّ في التّصوّر الفينومينولوجي أو الوجودي.
ـ استخلاص الأبعد الفلسفيّة للجسد الخاصّ بما هو حمّال و واهب للمعنى و الدّلالة أمام وعي جسدي أو وعي مُتجسّد.
¯ إمكانيّة 2: اعتبار الموقف المُصرّح به في السّؤال: " يُمكن للجسد أن يُجسّد إنّية الأأنسان" منطقة استبعاد لبلورة إجابة و بلورة موقف يقول:
1 ـ القول بالإنّية التاريخيّة و تجذير الذات في العالم و في التاريخ و جعل الشروط الماديّة هي المُحدّدة للإنّية و للوعي بما هو نتاج تاريخي و اجتماعي ( الأطروحة الماركسية)
2 ـ القول بالإنّية اللاواعية وفق ما وصلت إليه أطروحة التحليل النفسي في اعتبارها الجسد لغة اللاوعي و أنّ الوعي هو غياب أكثر من حضور و الإنسان سليل سلسلة من عمليّات القمع و التصعيد التي لا يُمكنها إلاّ أن تكشف عن أنا مُثقلة و مُمزّقة بين أوامر الأنا و دوافع الهو بما هي دوافع الحبّ و العدوان أو هي الدوافع المُعبّرة عن الأصيل و الأصل في الإنسان ( أطروحة علم النفس التحليلي مع فرويد).
طريق النجاح: نشكر الأستاذ: سامي الملّولي على تعاونه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق