إعــــــــــــــــــــــــــلام
مرحبا بكم أيّها الأعزّاء، في مدوّنتكم طريق النجاح.

نرجـو أن تُشــرّفـونا بزياراتـكم ومساهمــاتكم ونعلمـكم أننّــا على استعــداد لنشر كـلّ مـا تتكرّمـون به من مساهمـات تفيــد الأستـــاذ والتلميذ معا. ننتــظر أن تمــدّونا بدروسـكم أو امتحاناتكم أو كلّ ما ترونه صالحا للنشر، يستفيد منه دارس الفلسفة في السنوات الثالثة والرابعة من شعبتي الآداب والعلـوم. للمراسلة والطلبـات والاستفسار يُمكنـكم الاتّصـال على العنوان التالي:

بحث في المدونة

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

فرض تأليفي: شعب علميّة + الإصلاح

 *** معهد الحبيب ثامر *** صفاقس ***
** الأستاذ: سامي الملّولي **
**القسم: الرابعة علوم تجريبية 4**
** السنة الدّراسية 2012 ـ 2013 **
فرض تأليفي عــــ1 ـــدد في مادّة
 الفلسفــ 03 ـ 12 ـ 2012 ــة

القسم الأوّل: (عشر نقاط)
التمرين الأوّل: (2 ن)
حدّد دلالة الكوجيتو.
** الكوجيتو هو أوّل حقيقة وصلت إليها الذات الشاكّة وهي حقيقة الذات و التي تحدّدت فيها الإنيّة من خلال التفكير أو الفكر و الذي يُحيل على النفس و تتمثّل في القضيّة التالية: "أنا أفكّر إذن أنا موجود"
التمرين الثاني: (2 ن)
حدّد تبعات هذا القول: "يقضي تحديد ما يُميّز النفس البشريّة عن بقيّة النّفوس و ما يجعلها تتفوّق أن نعرف طبيعة موضوعها، أي طبيعة جسم الإنسان".
** من تبعات القول:
1) مراجعة منزلة النفس.
2) تجاوز التّصوّرات الميتافيزيقية المُقصية للجسد من تحديد الإنيّة.
3) رفض الموقف القائل بأنّ الجسد مكمَن الشرور و المصائب و الحروب.
4) القول بالجسد القيمة و كأحد محدّدات حقيقة الإنسان.
التمرين الثالث: (6 ن)
... أمّا من حيث العقل فمن وجهين، وجه عام، يُمكن إثباته مع كلّ أحد، و وجه خاصّ يتفطّن له أهل الخصوص و الإنصاف. أمّا الأوّل فهو أن يعلم أنّ حقيقة الإنسان ليست عبارة عن الجسم فحسب، فإنّه إنّما يكون إنسانا إذا كان جوهرا و إنّه يكون له امتداد في أبعاد تفرض طولا و عرضا و عمقا، و أن يكون مع ذلك ذا نفس، و أن تكون نفسه نفسا يتغذّى بها و يحسّ و يتحرّك بالإرادة. و مع ذلك يكون بحيث يصلح لأن يتفهّم المعقولات و يتعلّم الصّناعات و يُعلّمها إن لم يكن عائق من خارج لا من جهة الإنسانيّة، فإذا التأم جميع هذا حصل من جملتها ذات واحدة هي ذات الإنسان ـ فإذا ثبت بهذا أنّ حقيقة الإنسان لا تكون عرضا لأنّ الأعراض يجوز أن تتبدّل و الحقيقة بعينها باقية فإنّ الحقائق لا تتبدّل ـ فإذا ما هو ثابت فيك مذ كنت فهو نفسك و ما طرأ عليك و يزول فهو الأعراض.
   أمّا الوجه الثاني وهو البيان الخاصّ فهو الذي يصلح لأهل الفطانة و من فيه لطف الفهم و الإصابة فهو أنّك إذا كنت صحيحا ... فلا تتلامس أجزاؤك و كنت في هواء طلق (أي معتدل) ففي هذه الحالة أنت لا تغفل عن إنّيتك و حقيقتك بل و في النوم أيضا، فكلّ من له فطانة و لطف و كياسة يعلم أنّه جوهر و أنّه  مجرّد عن المادّة و علائقها و أنّه لا تغرب ذاته لأنّ معنى التعقّل حصول ماهية مجرّدة للعاقل.
الغزالي ـ معراج القدس ـ ص 18 / 19
1 ـ  استخرج الأطروحة  المُثبتة للنصّ. (1.5 ن)
** ـ تتحدّد الإنيّة بما هي إنّية نفسية.
ü    فإذا ما هو ثابت فيك مذ كنت فهو نفسك و ما طرأ عليك و يزول فهو الأعراض.
ü    فكلّ من له فطانة و لطف و كياسة يعلم أنّه جوهر و أنّه  مجرّد عن المادّة و علائقها و أنّه لا تغرب ذاته لأنّ معنى التعقّل حصول ماهية مجرّدة للعاقل.
2 ـ  قم بصياغة إشكالية النصّ. (1.5 ن)
v   محاولة 1: بم تتحدّد إنّية الإنسان ؟ هل بما هي حقيقة مجرّدة متمثّلة في النفس أو العقل أم بالجسم الذي يُحيل على المادي و على الأعراض؟ (إشكالية إحراجية)
v    محاولة 2: بم تتحدّد إنيّة الإنسان ؟ هل بما هي حقيقة مجرّدة متعلّقة بالنفس والعقل؟ و ما علاقة الإنّية بالجسم و بالمادي ؟ (إشكالية تحليلية)
3 ـ ما هي دلالة الإنّية حسب النصّ ؟ و ما هي مشروعيّتها ؟ (3 ن)
** تتحدّد الإنّية باعتبارها إنّية نفسية و ذلك لاعتبارات كان الغزالي قد بيّنها انطلاقا من برهان أوّل يتعلّق بكلّ الناس أو كما حدّده " وجه عام، يُمكن إثباته مع كلّ واحد" و يتمثّل في أنّ علاقة النفس بالجسم علاقة تفاضلية، حيث تُحيل النفس على الثابت و الجسم على العرضي المُتبدّل و برهان ثان وهو الذي يتعلّق بالفلاسفة و من لهم القدرة على إعمال العقل أو التعقّل و التجريد و الذي يفترض التسليم أنّ " معنى التعقّل حصول ماهية مجرّدة للعاقل.
القسم الثاني: (عشر نقاط)
يختار الممتحن أحد السؤالين التاليين ليحرّر في شأنه محاولة لا تتجاوز ثلاثين سطرا
{ السّؤال الأوّل: هل أنّ مطلب تحديد الإنّية هو تفكير في مطلب الكلّي ؟؟
{ السّؤال الثاني: هل يُمكن للجسد أن يُجسّد إنيّة الإنسان ؟؟
الإصلاح:
 السّؤال الأوّل: هل أنّ مطلب تحديد الإنّية هو تفكير في مطلب الكلّي ؟؟
ـ يتضمّن السّؤال إحالة على علاقة تضمين بين مطلب الكلّي بما هو مطلب فلسفي و انشغال الفلسفة بمسألة الإنّية و سعيها لتحديدها. لتكون الأطروحة التي تفترض الاشتغال عليها و بيان وجاهتها و مشروعيتها " إنّ مطلب تحديد الإنّية هو تفكير في مطلب الكلّي"
ـ إذا كان مطلب الكلّي هو المشكل الذي يضمّ جملة من الإحداثيات أو المشكلات الفلسفية مثل إشكالية ماهية / إنّية الإنسان.
ـ يتحدّد الكلّي بما هو الواحد الذي نستدلّ به على الكثرة.
ـ تتحدّد الإنّية بما هي حقيقة الإنسان و ماهيتة أو هي ما يُعبّر عن الوحدة و القطع مع الكثرة لذلك يُمكن ربط المطلبين ببعضهما لكون السؤال عن الإنّية سؤالا منخرطا في مطلب الكلّي.
ـ بناء موقف يُصرّح بتضمّن مطلب الكلّي فلسفيّا مطلب تحديد إنّية الإنسان.
السّؤال الثاني: هل يُمكن للجسد أن يُجسّد إنيّة الإنسان ؟؟
? يُمكن للتلميذ بلورة الإجابة وفق هذين الاحتمالين / الإمكانيتين.
¯ إمكانية 1: تبنّي الموقف المُصرّح به في السؤال: " يمكن للجسد أن يُجسّد إنّية الإنسان"
 بلورة الإجابة ببيان مشروعية القول بالإنّية الجسديّة وفق عمليّة تجديل لعلاقة النفس بالجسد و وفق مراجعة التّصوّرات الميتافيزيقية القائلة بتحقير الجسد و بوضاعته و المُتأسّسة عل تصوّرات ثنائية تفاضلية و معيارية تجعل النفس مُتميّزة و مُتمايزة عن البدن / الجسم.
ـ يُمكن توظيف أحد المرجعيات الميتافيزيقية المُحقّرة للجسد أو المُقصية له:
1 ـ أفلاطون PLATON: الجسد بما هو مصدر الشرور و المصائب و الحروب و العطالة أمام تحقيق النفس مطلوبها المُتمثّل في بلوغ الحقائق و الرقيّ و الترقّي في سلّم الوجود و الموجودات.
2 ـ أفلوطين Plotin: يؤكّد عل ضرورة إقصاء البدن، بل إنّه يُنزّله منزلة العار الذي يتوجّب على الإنسان الخجل منه " أخجل من نفسي و أنا أحمل هذا البدن و أنا أتجوّل في الأسواق" أو لحظة احتجاجيّة على أحد البدناء عندما وجده يأكل بشراهة و نهم قائلا: " لماذا تُعلّي من أسوار سجنك ؟"
3 ـ ديكارت DESCARTES: التمييز بين جوهر مُفكّر و جوهر ممتدّ و القول بالجسم الجثّة و الكتلة و الذي يتميّز بخصائص هندسية و فيزيائية مُتحوّلة و مُتبدّلة و ترسيخ حقيقة الكوجيتو: " أنا أفكّر إذن أنا موجود"
4 ـ أو يُمكن استحضار نماذج من الفلسفة الإسلامية، ابن سينا و برهان الرّجل المعلّق أو أطروحة نصّ الغزالي موضع الاحتبار في التمرين الثالث من القسم الأوّل.
ـ الوقوف عند تجديل و مراجعة هذا الموقف بالإشارة للحظة السبينوزية التي عملت على إعادة الاعتبار للجسد: " يقضي تحديد ما يُميّز النفس البشريّة عن بقيّة النفوس و ما يجعلها تتفوّق أن تعرف طبيعة موضوعها، أي طبيعة جسم الأنسان"
ـ الوصول لبيان قيمة الجسد الخاصّ في التّصوّر الفينومينولوجي أو الوجودي.
ـ استخلاص الأبعد الفلسفيّة للجسد الخاصّ بما هو حمّال و واهب للمعنى و الدّلالة أمام وعي جسدي أو وعي مُتجسّد.
¯ إمكانيّة 2: اعتبار الموقف المُصرّح به في السّؤال: " يُمكن للجسد أن يُجسّد إنّية الأأنسان" منطقة استبعاد لبلورة إجابة و بلورة موقف يقول:
1 ـ القول بالإنّية التاريخيّة و تجذير الذات في العالم و في التاريخ و جعل الشروط الماديّة هي المُحدّدة للإنّية و للوعي بما هو نتاج تاريخي و اجتماعي ( الأطروحة الماركسية)
2 ـ القول بالإنّية اللاواعية وفق ما وصلت إليه أطروحة التحليل النفسي في اعتبارها الجسد لغة اللاوعي و أنّ الوعي هو غياب أكثر من حضور و الإنسان سليل سلسلة من عمليّات القمع و التصعيد التي لا يُمكنها إلاّ أن تكشف عن أنا مُثقلة و مُمزّقة بين أوامر الأنا و دوافع الهو بما هي دوافع الحبّ و العدوان أو هي الدوافع المُعبّرة عن الأصيل و الأصل في الإنسان ( أطروحة علم النفس التحليلي مع فرويد).
طريق النجاح: نشكر الأستاذ: سامي الملّولي على تعاونه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق