زهيـر الخويلدي:
"العمل
ليس مجرّد ضرورة قاسية لا يستطيع الإنسان التملّص منها بل هو في الوقت ذاته
الإمكان المتاح له حتّى يبلغ جدارة عالية"[1]
استهلال:
لم يوجد الإنسان فقط ليتأمّل و يحبّ الحياة و ينظّم
الشعر و يؤلّف الموسيقى و يلهو و يلعب بل وجد أيضا ليعمل و يشقى و يكابد و ينتج و يحوّل
ظواهر الطبيعة إلى أشياء نافعة و ينمّى ثرواته و يمتلك جملة من خيرات و يطوّر
فرديّته و يستقلّ نسبيّا عن الجماعة التي وجد ضمنها في السابق لا سيما أنّه "كلّما أخلد إلى الكسل كلّما صعب عليه أن يعزم على العمل"[2]،
لكن التوتّر سيبرز و الإشكال سيظهر عندما يجد المرء نفسه حائرا أمام إيجاد تفسير
لعمله فهل هو وسيلة لتحقيق الربح بتقاضي أجر أم أنّه غاية إنسانية