د. محمد وقيع الله
كان فرانسيس فوكاياما واعياً وهو يصوغ نظريته حول نهاية
التاريخ، إنّه إنّما يعيد صياغة نظرية دينية، طالما دأب المفكّرون العلمانيون الأوروبيون
على إعادة صياغتها، بعد تفريغها من مضامينها اللاهوتية التي شبّعها بها رائدها،
الذي تولّى مهمّة صياغتها الأولى وهو المسمّى بالقديس
أوغسطين، الذي عاش بالجزائر و أوروبا، و ترك بصماته
واضحة على تطوّر الفكر السياسي الغربي بابتكاره لنظرية "مدينة السماء"، التي تجلب معها السلام و الخير الأسمى لبني
الإنسان و تصبغهم بروح المسيح عليه السلام،
و بها تُختتم صفحات هذه النظرية ذات الطابع الروحي المتفائل. أثّر
هذا النمط من التفكير تأثيراً هائلاً على مسار الفلسفة الأوروبية. و