إعــــــــــــــــــــــــــلام
مرحبا بكم أيّها الأعزّاء، في مدوّنتكم طريق النجاح.

نرجـو أن تُشــرّفـونا بزياراتـكم ومساهمــاتكم ونعلمـكم أننّــا على استعــداد لنشر كـلّ مـا تتكرّمـون به من مساهمـات تفيــد الأستـــاذ والتلميذ معا. ننتــظر أن تمــدّونا بدروسـكم أو امتحاناتكم أو كلّ ما ترونه صالحا للنشر، يستفيد منه دارس الفلسفة في السنوات الثالثة والرابعة من شعبتي الآداب والعلـوم. للمراسلة والطلبـات والاستفسار يُمكنـكم الاتّصـال على العنوان التالي:

بحث في المدونة

الأحد، 28 أكتوبر 2012

تحديدات مفهومية

إعداد الأستاذ: وجدي المصمودي.   صفاقس 2012
1 ـ الكلّي: (universel)
·       "الكلّ" (tout) في اللغة اسم لمجموع أجزاء الشيء. و"الكلّ" مقابل للجزء. كما أنّ "الكلّي" مقابل للجزئي. و الفرق بين "الكلّ" و "الكلّي"، أنّ "الكلّ" ينقسم إلى أجزائه. و "الكلّي" ينقسم إلى جزئياته. و "الكلّ" يتقوّم بالأجزاء (كتقوّم الماء بالهيدروجين و الأوكسيجين). بخلاف "الكلّي"، فإنّه لا يتقوّم بالجزئيات. و "الكلّ" موجود في الخارج. و لا شيء من "الكلّي" بموجود في الخارج. و أجزاء "الكلّ" متناهية. و جزئيات "الكلّي" غير متناهية (1)
·       الكلّي هو المنسوب إلى الكلّ. وهو الشامل لجميع الأفراد الدّاخلين في صنف مُعيّن، أو هو المفهوم الذي لا يَمنع تصوّره من أن يشترك فيه كثيرون  (2)
بوجه عام، يُمكن القول أنّ الكلّي هو ما تدلّ عليه كلمة عامة. فالإنسان كلّي، لأنّ كلمة "إنسان" تدلّ عليه. لذلك، فــالكلّي هو ما يمكن حمله على موضوع دائما (3)
·       الكلّي UNIVERSEL، هو ما يمتلك خاصية الكلّية المنطقية. و يتميّز عمّا هو خاصّ. و الكلّي هو مرادف للعام (4)
2 ـ الإنساني (L’humain):
§       الإنسانية (humanité) مجموعة المزايا التي يشترك فيها الناس كافة، أو هي جملة السّمات المكوّنة للتّباين النوعي الخاصّ بالجنس البشري (5)
§       تدلّ على أعضاء الكائنات الإنسانية من جنس محدّد (الجنس الإنساني)، أو نوع (يُشار إليه جميعا بصيغة الإنسانية)، أو هو يُشير إلى خواصّ هذا الجنس. و من هنا، فهو يؤشّر أو يميّز الإنسانيّ عن المخلوقات و الأشياء الأخرى، التي غالبا ما تكون الحيوانات أو الآلات أو الموضوعات. و يُمكن لمصطلح الإنساني، أن يكون تقييما. فيُلمّح إلى أفضل خصائص الجنس الإنساني (6)
3 ـ الوحدة (الواحد / L’un):
ü    يُقال الواحد في معارضة الكثرة. و ذاك هو تحديده السّلبي، و معناه الدقيق (7)
ü    الواحد هو الدالّ على معنى الوحدة من جهة ماهي مبدأ الوجود، أو مبدأ الفكر. و هذا المعنى هو المطلق الحقيقي (8)
ü    يُقال على كائن يُمكن التمييز بين أجزاء فيه. لكنّه يشكّل كلاّ عضويا. و لا يمكن تقسيمه دون فقدان ما يكوّنه جوهريا. بمعنى أنّه يُقال على كلّ ما لا يكون مكوّنا من عناصر شتّى، بل من أجزاء مترابطة ترابطا يمكنه أن يكون وثيقا إلى حدّ ما. يكون الواحد هو الكائن الحقّ و العيني، و الوجود المكتفي بذاته في مآليته الداخلية، و في تعييناته الفريدة و غناه الذاتي (9)
ü    الوحدة لا تنفي التنوّع الداخلي. لكنّها تتضمّن و تسمح وحدها بتآلف معنوي، و بتماسك روحي كامل قدر الإمكان. فلا تتعارض الوحدة مع الكثرة (10)
4 ـ الكثرة  (pluralité / multiplicité)(الكثير/ multiple):
o      الكثرة ضدّ الوحدة. و الكثرة صفة الشيء المركّب من وحدات مختلفة. فإذا كانت هذه الوحدات قابلة للإحصاء، كانت الكثرة متناهية. و إذا كانت غير قابلة للإحصاء، كانت الكثرة غير متناهية  (11)
o      الكثرة لفظة تقابل الوحدة و تتلازم معها، بنوع أنّ كنه الواحدة لا يمكن أن يتمّ من دون كنه الأخرى. الوحدة ليست وحدة إلاّ بقدر ما تنفي الكثرة. الوجود (من حيث هو وجود، أي باعتباره في ذاته)، هو واحد. أمّا الوجود( من حيث هو مجموعة من الموجودات العينية، أي باعتباره أشياء محقّقة)، فهو كثرة. لا شكّ أنّ الكثرة هي التي تحيط بالإنسان، وهي في الإنسان أيضا، في أفكاره اللامتناهية، التي هي (في الوقت عينه)، مترابطة بعضها مع بعض و منفلتة عن بعضها البعض، و في عواطفه و رغباته، و في أعماله و تصرّفاته (12)
5 ـ الإنيّة (eccéité)(Ipséité):
§       الإنيّة (eccéité) اصطلاح فلسفي قديم، معناه تحقّق الوجود العيني. إنّ الإنيّة تحقّق الوجود، لا الماهية. و إنّ التغاير بينها و بين الماهية، إنّما يُدرك بإشارة العقل، لا بإشارة الحسّ.
§       معناها قريب من معنى الهوية، لأنّ الهوية هي التشخّص، أو الوجود الخارجي، أو الماهية مع التشخص. وهي الحقيقة الجزئية (13)
§       ما يجعل فردا هو ذاته و متميّزا من كلّ آخر. و هنا يقصد جملة الخواصّ كلّها (الفريدة أو غير الفريدة) التي تميّز فردا ما. و حتّى إنّها تقال على الفردي العينيّ ذاته (14)
6 ـ الغيرية:
ü    يتعارض مفهوم الآخر مع فكرة "المماثل" أو "المماهي". إذ يتضمّن معنى "المغاير" و"المختلف" و "المتباين" و "المتميّز" (...). و كلمة "آخر" صفة كلّ ما هو غير "أنا". إذ ذاك يشمل مفهومها كلّ ما هو غير "أنا" سواء الأشخاص الآخرين أو الأشياء (15)
ü    يُطلق الغير (autre) و يُراد به، المختلف، و المباين، و المتميّز. و معنى "الغير" مُضادّ لمعنى الأنا. إلاّ أنّه ضروريّ له، لأنّ الإنسان لا يُدرك ذاته إلاّ إذا تصوّر وجود غيره. فإدراك وجود الغير ضروريّ إذن لإدراك وجود الذات. و لو فرضت نفسك وحيدا في هذا العالم، لا تدرك شيئا غير ذاتك، و لا تشعر بما بينك و بين الأشياء من تباين و اختلاف، لخبأ ضياء شعورك، و غار في طيّات العدم (16)
ü    الغيرية (altérité) مشتقّة من الغير(autre). وهو كون كلّ من الشيئين خلاف الآخر. و قيل كون الشيئين بحيث يتصوّر وجود أحدهما مع عدم وجود الآخر. و يقابلها: الهوية، و العينية.
 و لفظ "الغير" مقابل للفظ "أنا". فكلّ ما كان موجودا خارج الذات المدركة أو مستقّلا عنها، كانَ غيرها. و نحن نطلق على الشيء الموجود خارج الأنا، اسم "اللاأنا"، أو "الآخر". فالأنا هو الذات المفكّرة. و الموضوع الخارجي هو الآخر. و الغيرية مرادفة للتغاير. و هو أن يكون الشيء مختلفا عن غيره. و كذلك، المغايرة و التغاير، هي بمعنى واحد (17)
الإحالات:
(1) المعجم الفلسفي، جميل صليبا، ج2، دار الكتاب اللبناني، 1982، ص233
(2) المعجم الفلسفي، جميل صليبا، ج2، دار الكتاب اللبناني، 1982، ص238
(3) الموسوعة الفلسفية العربية، معهد الإنماء العربي، بيروت، ص693
(4) موسوعة لالاند الفلسفية، لالاند، ترجمة: خليل أحمد خليل، منشورات عويدات، بيروت، 2001، ص1506
(5) موسوعة لالاند الفلسفية، لالاند، ترجمة: خليل أحمد خليل، منشورات عويدات، بيروت،2001، ص570
(6) مفاتيح اصطلاحية جديدة (معجم مصطلحات الثقافة و المجتمع)، ترجمة: سعيد الغانمي، المنظّمة العربية للترجمة، 2010، ص119
(7) الموسوعة الفلسفية العربية، معهد الإنماء العربي، بيروت، ص826
(8) المعجم الفلسفي، جميل صليبا، ج2،  دار الكتاب اللبناني، 1982،  ص 546
(9) موسوعة لالاند الفلسفية، لالاند، ترجمة: خليل أحمد خليل، منشورات عويدات، بيروت، 2001 ، ص 1493
(10) موسوعة لالاند الفلسفية، لالاند، ترجمة: خليل أحمد خليل، منشورات عويدات،بيروت،2001،ص 1493
(11) المعجم الفلسفي، جميل صليبا، ج2،  دار الكتاب اللبناني، 1982،  ص 224
(12) الموسوعة الفلسفية العربية، معهد الإنماء العربي، بيروت، ص686
(13) المعجم الفلسفي، جميل صليبا، ج2، دار الكتاب اللبناني، 1982، ص 169
(14) موسوعة لالاند الفلسفية، ترجمة: خليل أحمد خليل، منشورات عويدات، بيروت،2001، ص 313
(15) الموسوعة الفلسفية العربية، معهد الإنماء العربي، بيروت، ص 13
(16) المعجم الفلسفي، جميل صليبا، ج1، دار الكتاب اللبناني، 1982، ص674
(17) المعجم الفلسفي، جميل صليبا، ج2، دار الكتاب اللبناني، 1982، ص130
طريق النجاح: نشكر الزميل: وجدي المصمودي على تعاونه

هناك تعليق واحد:

  1. علي النابلي20/9/13

    ارجو منكم تمكيننا من جذادات دروس السنة الثالثة اداب في الفلسفة نظرا للصعوبات التي نلاقيها
    و شكرا شكرا جزيلا

    ردحذف