إعــــــــــــــــــــــــــلام
مرحبا بكم أيّها الأعزّاء، في مدوّنتكم طريق النجاح.

نرجـو أن تُشــرّفـونا بزياراتـكم ومساهمــاتكم ونعلمـكم أننّــا على استعــداد لنشر كـلّ مـا تتكرّمـون به من مساهمـات تفيــد الأستـــاذ والتلميذ معا. ننتــظر أن تمــدّونا بدروسـكم أو امتحاناتكم أو كلّ ما ترونه صالحا للنشر، يستفيد منه دارس الفلسفة في السنوات الثالثة والرابعة من شعبتي الآداب والعلـوم. للمراسلة والطلبـات والاستفسار يُمكنـكم الاتّصـال على العنوان التالي:

بحث في المدونة

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

مدخل إلى الكلّي

عرض باورباونت من إعداد الأستاذ:
سامي الملّولي
المعهد الثانوي الحبيب ثامر ـ صفاقس
بسم الله الرحمن الرحيم
معهد الحبيب ثامرـ صفاقس                             
الأستاذ: سامي الملــّولي   
مادّة الفلسفة: السنة الرّابعة آداب
مطلب الكلــيّ / الكونيّ
دلالة الكلّي...     ما الكلّي ؟  لماذا الكلّي ؟
لا نُجانب الصّواب إنْ قُلنا إنَّ لكلّ خطابٍ ما يميّزه عن غيره من زُمرِ الخطابات الكثيرة و المتكاثرة... و للخطاب الفلسفي من الخصوصيات ما يجعله خطابا مُتفرّدا، متميّزا، إن لم نقل خطابا ”نموذجيا / نموذجا“ و إذا كانت الفلسفة « فنّ نحت المفاهيم و ابتكارها» على حدّ ما ذهب إلى ذلك جيل دولوز، فإنّ عملية النحت للمفاهيم لا تخلو بدورها من الفَرادة و الطرافة و المُراوحة بين القِدم و الجدّة بل و المواصلة مع طبيعة الخطاب الفلسفي بما هو خطاب متأزّم أو خطاب تأزّمي أو بمـــا هو خطـاب الإرباك و الحيرة  و التحيّر وهو ما يجعلنا أمام محاولاتِ الرّصد للدّلالةِ المُمكنة أو للحدّ الجامع المانع لمفهومٍ نَبحث له عن دلالـــة و عـــن مشروعية و عن شرعية للمطارحةِ و للتفكير الفلسفي الجادّ (استئناسا بقول هيغل: يجب أن تكون الفلسفة قضيّة جديـّة).
   ما الكلّي ؟ و ما منزلة المفهوم من البرنامج السّنوي لمادّة الفلسفة ؟
دليل أكسفورد للفلسفة ـ الجزء الثاني ـ ص: 777 + 778 
الكلّيات هي ما يُفتَرض أن تشير إليه حدودٌ عامّة من قبيل «أحمر»، «طاولة»، «شجرة»، حين تُفهم بوصفها كينوناتٍ مُتمايزة عن أيّة أشياء فرديـّة يمكن وصفها بتلك الحدود. و لكنْ لماذا يتوجّب علينا افتراض وجود مثل تلك الكينونات، و ما الذي يتوجّب أن تكون عليها طبيعتها حال وجودها ؟ ثمّة برهانٌ على وجودها، يرجع إلى إفلاطون، مفاده الحاجة إليها لتفسير لماذا كلّ الفرديات، و لا شيء سواها، التي يمكن وصفها بأنـّها حمراء مثلا، يمكن وصفها على ذلك النحو. لا ريب أنّه محتّم على تلك الأشياء الفرديّة المُتمايزة أن تحتاز على شيء مشترك بينها كي تُصنّفَ على أنـّها متشابهة ـ وذلك المشترك بين كلّ الأشياء الحمراء و لا شيء سواها هو الحمرة الكلّية. الأشياء الحمراء حمراء بفضل علاقتها بالكلّي ...
المعجم الفلسفي ـ د. جميل صليبا ـ 
*الكلّي هو المنسوب إلى الكلّ ([ ورد في نفس المعجم صفحة: 233  الجزء الثاني] الكلّ في اللغة اسم لمجموع أجزاء الشيء قال ابن رشد: «الكلّ يُدَلُّ به على الذي يحوي جميع الأشياء، و ليس يوجد خارجا عنه شيء»... و الكلّ مقابل للجزء، كما أنّ الكلّي مقابل للجزئيّ. و الفرق بين الكلّ و الكلّي، أنَّ الكلّ ينقسم إلى أجزائه، و الكلّي ينقسم إلى جزئياته، و الكلّ يتقوّم بالأجزاء كتقوّم الماء بالهيدروجين و الأكسيجين بخلاف الكلّي فإنّه لا يتقوّم بالجزئيات. و الكلّ موجود في الخارج، و لا شيء من الكلّي موجود في الخارج، و أجزاء الكلّ متناهية، و جزئيات الكلّي غير متناهية...)
... و الكلّي عند المنطقيين هو الشّامل لجميع الأفراد الداخلين في صنف معيّن، أو هو المفهوم الذي لا يمنع تصوّره من أن يشترك فيه كثيرون، قال ابن سينا « اللفظ المفرد الكلّي هو الذي يدلّ على كثيرين بمعنى واحد متّفق، إمّا كثيرين في الوجود كالإنسان... و بالجملة الكلّي هو هو اللّفظ الذي لا يمنع مفهومه أن يشترك في معناه كثيرون...»
موسوعة لالاند الفلسفيّة   ص 1506 ـ 1509       
* الكلّ، الكلّيUNIVERSEL : اسمٌ.
 أ ـ ما له سِمة كلّية منطقيّة... في مقابل ما يكون مختصّا، أو ما لا يُؤخذ إلاّ أخذا خاصّا...
ب ـ ما يُعبّر عنه بحدّ عام، أي بحيث يُمكنه أن يكون محمولا لموضوعات شتّى...
 ورد في الهامش صفحة 1506 ”الكلّي، اسم، يبدو لي بالغ الالتباس: لأنّه يعني تارة صنفا، و تارة عضوا في صنف، بوصفه عضوا فردا. و تارة يعني خصيصة، أي عموما  كيفيّة لكنّه يعني أيضا علاقة أو نسبة في بعض الأحيان ـ (ث. دلاغونا )  
 ملاحظة
يجدر بنا التنبيه للتّمييز الحاصل في المعجم بين:
كلّي مجرّد / عقلي
و كلّي عيني
و تداخل بين دلالة الكلّي و الشمولي
أو العمومي / العام والعالمي ...
توظيف نصّ: الحكمة و الكلّي ** أرسطو **                     
كتاب: 4 آداب ج: 1 صفحة 11 + 12  
نحن نعتبر أوّلا الحكيم ذلك الذي يملك المعرفة بكلّيتها بقدرٍ، الإمكان دون الحصول على علم خاصّ بكلِّ موضوع. ثمّ إنَّ من يتوصّـل إلى معرفة الأشياء العويصة و التي ليست في متناول المعرفة الإنسانيّة نعتبره أيضا حكيما، لأنّ المعرفة الحسّية مشتركة، و لهذا فهي سهلة و ليست فلسفية في شيء... و الحالُ أنَّ من بين الخصائص التي ذكرناها تُعود المعرفة بجميع الأشياء ضرورة إلى مَن يملك أعلى درجة من العلم الكلّي، لأنّه يعرف بصورة ما كلّ الحالات الخاصّة التي يشملها الكلّي.         
توظيف نصّ: الحكمة و الكلّي ** أرسطو **    
 كتاب: 4 آداب ج: 1 صفحة: 11+ 12
 ثمّ يُعدَّ التّوصلُ إلى هذه المعارف الأكثر كلّية صعبا جدّا على الإنسان لأنّها الأكثر بعدا عن الإدراكات الحسّية و العلوم الأكثر دقّة هي تلك التي تهتمّ أكثر بالمبادئ لأنّ التي تنطلق من مبادئ مجرّدة هي أكثر دقّة من تلك التي تنطلق من مبادئ أكثر تركيبا....
    الفيلسوف                                             الإنسان العادي
* المعرفة بالكلّيات.                                       * المعرفة بالجزئيات.
      * المعرفة العقليّة.                                        * المعرفة الحسّية.
      * معرفة صعبة.                                         * معرفة سهلة.
      * معرفة عويصة جدّا.                                   * معرفة مشتركة.
      * معرفة لغاية المعرفة.                                  * معرفة من أجل تحقيق منفعة.
      * العلم الرّئيس / العلم الأسمى.                            * علم تابع.
      * القدرة على معرفة الأسباب والعلل الأولى.              * معرفة بالمباشر.
      * معرفة الخير الأسمى.                                   * الجهل بالخير الأسمى.
يمكن اختزال ” الكلّي” في اعتباره المفهوم الذي ندلّ به على أشياء كثيرة بمعنى واحد...  يقول أرسطو: «الكلّي هو الواحد الدالّ على الكثرة» بُعد عقلي / لا يمكن إدراك الكلّي إلاّ بفعل التعقّل و التجريد العقلي مبحث الفيلسوف مطلب الفلسفة مبحث صعب.
إنَّ المعرفة بالكلّيات هي شرط المعرفة بالخير الأسمى والمعرفة بالجزئيات.
الفيلسوف هو الوحيد القادر على بلوغ الخير الأسمى وعلى تشريع القوانين بما هو الوحيد القادر على معرفة الكلّي / الكوني
كلّ فلسفة تنشد الكوني باختلافها بل إنَّ كلَّ راهنيّة ترسم معالم كلّي / كوني في كلّ فلسفة يكون الرّهان...   

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف27/9/10

    مشكورين على هذه الصفحة

    ردحذف
  2. شكراااااا لك .....مقالتك اكثر من رائعه

    ردحذف