إعــــــــــــــــــــــــــلام
مرحبا بكم أيّها الأعزّاء، في مدوّنتكم طريق النجاح.

نرجـو أن تُشــرّفـونا بزياراتـكم ومساهمــاتكم ونعلمـكم أننّــا على استعــداد لنشر كـلّ مـا تتكرّمـون به من مساهمـات تفيــد الأستـــاذ والتلميذ معا. ننتــظر أن تمــدّونا بدروسـكم أو امتحاناتكم أو كلّ ما ترونه صالحا للنشر، يستفيد منه دارس الفلسفة في السنوات الثالثة والرابعة من شعبتي الآداب والعلـوم. للمراسلة والطلبـات والاستفسار يُمكنـكم الاتّصـال على العنوان التالي:

بحث في المدونة

الاثنين، 20 أبريل 2009

العمل بين مطلب النجاعة و مبدأ العدالة

زهيـر الخويلدي:
"العمل ليس مجرّد ضرورة قاسية لا يستطيع الإنسان التملّص منها بل هو في الوقت ذاته الإمكان المتاح له حتّى يبلغ جدارة عالية"[1]
استهلال:
لم يوجد الإنسان فقط ليتأمّل و يحبّ الحياة و ينظّم الشعر و يؤلّف الموسيقى و يلهو و يلعب بل وجد أيضا ليعمل و يشقى و يكابد و ينتج و يحوّل ظواهر الطبيعة إلى أشياء نافعة و ينمّى ثرواته و يمتلك جملة من خيرات و يطوّر فرديّته و يستقلّ نسبيّا عن الجماعة التي وجد ضمنها في السابق لا سيما أنّه "كلّما أخلد إلى الكسل كلّما صعب عليه أن يعزم على العمل"[2]، لكن التوتّر سيبرز و الإشكال سيظهر عندما يجد المرء نفسه حائرا أمام إيجاد تفسير لعمله فهل هو وسيلة لتحقيق الربح بتقاضي أجر أم أنّه غاية إنسانية 

العمــل و النجاعــة العادلــة

الأستاذ: محمد علي كسيرة
التمهيـد: دلالــة العمـل
يقترن العمل عموما بمعنى الفعل و الممارسة كجهد يبذله الإنسان، غير أنّ هذا التعريف يمكن أن ينطبق على الفنّ ممّا يقتضي زيادة التدقيق، ليصبح العمل جهدا و لكنّه على خلاف الفنّ يرتبط بالإنتاج إذ العمل ليس مجرّد نشاط للتسلية كالرياضة مثلا، و إنّما هو ممارسة ترتبط بغايات إنتاجية غير أنّ الإنتاج يرتبط عموما بالحاجات المادية البيولوجية و هذا ما جعله موضع تحقير من الفلسفة اليونانية إذ يوكل العمل للعبيد ليبقى الفكر خاصية الأحرار كنشاط ذهني يرتفع عن المادة، لقول أفلاطون: "إنّ الأسياد هم الذين يفكرّون، و لأنّ لهم الفلسفة الأولى، فإنّهم الأوائل في المدينة". و لم يكن العمل أكثر قيمة في الديانة المسيحية، إذ يحمل دلالة العذاب 

الأحد، 19 أبريل 2009

الأثر الفنّي بين الفنّان و المتلقّي

عبدالمنعم الحسني
كلّ صورة عظيمة ترينا شيئا نبصره بالعين مع شيء ندركه بالبصيرة، فهي تجمع بين البصر و البصيرة» "الكسندر اليوت"
عندما نتحدّث عن الفنون البصرية لا نملك إلاّ أن نجدها وسطا بين إبداع الفنّان وتذوّق المتلقّي. ذلك أنّه إذا سلّمنا أنّ وجود المبدع حتمية أساسية لوجود الفنّ، فإنّه كذلك لا يمكن لأيّ عمل فنّي أن يترك أثرا بدون وجود متلقّين يحكمون على جودة هذا العمل الفنّي، و إلاّ لما بقيت الأعمال الفنّية الخالدة عبر الأجيال المتعاقبة. إلاّ أنّ الفنّان رغم أنّه لسان عصره، فهو سابق عليه في كثير من الحالات، فهو دائما من يصنع الجديد و المختلف. الكثير من المعروضات العظيمة في بدايتها كانت مستهجنة من المتلقّي و لم تلق استحسانا و إعجابا إلاّ في مراحل متقدّمة من عمر هذه الأعمال الفنّية. يحاول هذا المقال أن يسلّط الضوء على الأثر الفنّي الذي يتركه العمل الفنّي. أو بمعنى آخر أين يقف العمل الفنّي بين إبداع الفنّان و تذوّق المتلقّي؟ و من يحكم الآخر و على ماذا يحتكم الإثنان ؟!

التفضيل الجمالي: سيكولوجية التذوّق الفنّي

محمد القرمطي:  )قاصّ من سلطنة عمان(
هذا الكتاب لمؤلّفه الدكتور شاكر عبدالحميد ليس دراسة تاريخية لتطوّر مفهوم و أدوات التعاطي مع علم الجماليات و تفضيلاته فقط، و إنّما هو بمثابة فتح النوافذ الداخلية (جوّا نية) النفس كي نصل إلى الحدود القصوى من المتعـة و الانتشاء بالطبيعـة و الكـون و أنفسنا، و التأمّل الجمالي و التطّهر من الخراب و الأعطاب التي تصيب النفس البشريّة جرّاء تراكمات صدأ الحياة اليوميّة. لقد بذل المؤلّف جهدا كبيـرا في استقصاء معنى و مفهـوم المصطلح الذي يتعامل معه مثل استقصائه للمعلومـة و تطـوّرها و مسارها التاريخي. كما بذل الجهد الكبير أيضا في تتبّـع مفهوم التفضيل الجمالي و علاقته بالعلـوم الإنسانية المختلفـة، فلسفيّا، أدبيّا، فنّيا، تربويّا، و غير ذلك. خصّص المؤّلف الفصل الأوّل للجمـال و مفاهيمه. و استعـرض من خلاله بعض المفاهيم و المقولات عن الجمال في الحقبة اليونانية و التي كانت تدور معظمها حول الإدراك الحسّي أو الحسّ الجمالي عن طريق الحواسّ أو الانسجام بين الأشياء أو ربطه بالأخلاق و الخير و الشرّ في محاولة للإجابة على سؤال: "ما الجمال ؟".

الجمعة، 17 أبريل 2009

ما هو الجمال ؟؟

" الجمال " هذا المفهوم النسبي الغريب المتباين، هو الذي حيّر الفلاسفة في وصفه و تقديره... و لعل أكثر الآراء إقناعاً، هي تلك التي قدمها الفيلسوف الإيطالي ـ كروتشي ـ في كتابه المثير " الجمال " لقد بدأ كروتشي دراسته بالتاريخ و الآداب، و انتهت به هذه الدراسة إلى الإقبال على الفلسفة.  فكان طبيعياً أن تأخذ فلسفته لوناً يتّجه فيه إلى النقد و تذوّق الجمال، و إنّنا لنجد في أعظم مؤلفاته و هو كتاب " الجمال " الذي نشره في العام 1902: تفضيلاً واضحاً للفنّ على الميتافيزيقيا و العلم، فقد مجدَّ الفنّ بقوله:
" إنّ العلوم تقدم لنا الفائدة، لكن الفنّ يقدّم لنا الجمال، إنّ العلوم تباعد بيننا و  بين الفرد و الحقيقة و تنقلنا إلى عالم حافل بالمجردات الرياضية، أمّا الفنّ فيتّجه بنا مباشرةً إلى الشخص المُعيّن و الحقيقة الفريدة، إلى الكلّي الفلسفي المعروف بالبداهة في صورة الفرد المعيّن".

الثلاثاء، 14 أبريل 2009

نوعان من المواطن

نوعان من المواطن*
بقلم: د. عزمي بشارة  **  
2002/12/23
مع انتشار المنحَى الرامي إلى التبشير بـالديموقراطية كحالة من الوعظ أو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تكثر محاولات البحث عن تعريف للديموقراطية، تعريف مختصر سهل الإرسال و الاستقبال بإيقاع وسائل الإعلام، و الحقيقة أنّه لا يتوّفر تعريف قصير من نوع تعليمات الاستخدام التي ترافق الأدوات الكهربائية أو لعب الأطفال لدى شرائها كذلك ليس لأنّ هنالك أنواعاً من الديموقراطية، و لا لأنّ الديموقراطية مفهوم و واقع و نظام حكم متطوّر متبدّل متغيّر تاريخياً، فما نتصوّره اليوم تحت مصطلح الديموقراطية هو ليس ما تصوّره اليونانيون القدماء. هذه أمور باتت مسلّماً بها لا تحتاج إلى طويل برهان. و لا نسوق مثل هذه 

في مفهوم المواطنة... و حقوق الإنسان

بقلم: علي وتوت.
المواطنة، مفهوم يقصد به حقوق و واجبات الأفراد و الجماعات داخل الدولة بمفهومها الحديث. و هذا المقال لعلي وتوت يطرح لنا إشكال المواطنة و يعالجه من زوايا مختلفة بهدف الإحاطة بمختلف جوانب هذا الإشكال. يرتبط مفهوم المواطنة Citizenship الحديث بأساس فلسفي قديم، ذلك أنّها ارتبطت بمفهوم (الدولة / المدينة) التي تكوّنت في اليونان عدّة قرون قبل الميلاد. و المواطنة ترجع إلى مفهوم اليونان حول الـ (POLIS) بمعنى البلدة أو المقاطعة، أو المدينة، أو أيضاً تجمّع السكّان أو الأفراد الذين يعيشون في تلك 

الاثنين، 13 أبريل 2009

الغيــــــر

إعداد: أنـاس نـاصري، دريس اشنتوف، محمد بنيونس
تــــمــهــيـــد:
ينتمي مفهوم الغير إلى مجال الوضع البشري و العلاقات البشرية بمختلف أبعادها الأنطولوجية (الوجودية) و الفكرية و الوجدانية ممّا يبرز طبيعته الإشكالية. حيث تنشأ هاته الإشكالية انطلاقا من كونه ذاتا (تشبهني و تختلف عنّي، و من كونه ضروريّا لوجودي بصفتي وعيا) يختلف عنّي و لكنّه يلتقي معي في هذا الاختلاف بالذات ما دمت أنا بدوري أختلف عنه فأنا أشبهه في اختلافي. و بهذا المعنى فنحن نتشابه و نختلف عن بعضنا البعض في نفس الوقت، و على هذا النحو فإنّ علاقتي بالغير علاقة معقّدة و ملتبسة تحمل دلالات عديدة، حيث يضعنا المعنى الدلالي للغير أمام مجموعة من المفاهيم مثل (المستثنى، المختلف، المتميّز، المتقابل، المتحوّل، المباين، المنفي، المتعدّد، القريب، الغريب) هذا و تتّفق معاجم الفلسفة، خصوصا لالاند و بول فولكيي على أنّ للآخر معان 

العمل و مسألة العدالة

إبراهيم قمودي.
في دلالة العمل:                                                                                       
إنّ التفكير في العمل يتنزّل مثل كلّ القضايا الفلسفية في سجّلات مختلفة باختلاف الظروف التاريخية لتطوّر الفكر الفلسفي و لكن أيضا باختلاف الظروف التاريخية للعمل ذاته. و ما ساد من تصوّرات حول العمل في الفكر القديم لم يكن من التفكير الاقتصادي في شيء، فالعمل في الفلسفة القدمة كان يدخل في باب الخدمة، كخدمة العبد للسيّد في الفلسفات اليونانية. و ظهور مفهوم العمل في شكله الحديث يتزامن و ظهور السوق الذي يحيل على تبادل المجهود و شراء قوّة العمل و تبادل الخيرات و الخدمات و وجود أسعار و 

الأخلاق والسياسة: بول ريكور

ترجمة: عبد الحي أزرقان
أقترح، لكي نتجنب كل تناول أخلاقي للمسألة، ولكي لا نصدر حكما مسبقا على نظام الأسبقية بين الأخلاق والسياسة، أن نستعمل بصددها حدودا تفيد التقاطع بين الأخلاق والسياسة بدل حدود تفيد التبعية. إني أرى هنا مجالين يبتعد أحدهما عن الآخر، ويطرح كل واحد منهما إشكالية أصيلة، ويخلق جانبا مشتركا، وذلك بالضبط نتيجة تقاطعهما. وتكمن الملاحظة الثانية في كوني لا أريد أن أناقش التقاطع بين دوائر ثلاث: الاقتصادية والسياسية والإيتيقية. وإن كنت أباشر عملي وفق هذه الطريقة فذلك لأنني أنتظر أن تمدني المقارنة بين الاقتصادي والسياسي بالوسيلة التي تمكننا من الحصول على خصوصية السياسي لكي نواجهه فيما بعد بشكل أفضل مع الإيتيقا.

فلسفة الفنّ عند نيتشه و هيدجر

معزوز عبد العالي
أستاذ الفلسفة بالتعليم الثانوي
يحتلّ الفنّ في فلسفة نيتشه مكانة الصدارة، ففلسفته تستدعي الفنّ بشكل قويّ إلى الحدّ الذي يجعله يقول "و في هذا الكتاب ذاته تتردّد عبارة صعبة بمقتضاها لا يجد العالم تبريره سوى كظاهرة فنّية أو جمالية" (ص: 16 ميلاد المأساة). كما يضيف قائلا في مكان آخر "لأنّ كلّ حياة تقوم على المظهر و الفنّ و الوهم و زاوية النظر و المنظارية و الخطأ" (ص17، ميلاد المأساة) فالفنّ عنده هو النشاط الميتافيزيقي بامتياز.

مفاهيم النهضة و التجديد و الإصلاح:

مفاهيم النهضة و التجديد و الإصلاح: من التأسيس إلى الاختلال
محمد الحدّاد: باحث و أكاديمي من تونس.
1 ـ التأسيس الحديث للمفاهيم التجديدية:
قضية التجديد قضية قديمة في الحضارة العربية الإسلامية، عبّر عنها القدامى بألفاظ عديدة، أهمّها مصطلح (الاجتهاد) الذي استعمل في ميدان الفقه و أصوله (1)، و مصطلح (التوليد) الذي استعمل في ميدان الأدب و نقده (2)، و مصطلح (الاستحداث) الذي استعمل في ميدان التفكير الاجتماعي (3). و اشتهر أيضا مصطلح (الإحياء) بسبب القيمة الاستثنائية التي حظي بها في الفكر الديني الإسلامي كتاب أبي حامد الغزالي (إحياء علوم الدين)، و استعملت كلمة (تجديد) الواردة في الحديث القائل بأنّ الله يرسل على رأس كلّ مائة سنة من يجدّد للأمّة دينها، و اهتمّ القدامى بتعيين سلاسل المجدّدين حتّى أصبحت تنظّم في شكل أرجوزات... إلخ.

في مفهوم العدالة

جون راولز:  تقديم و ترجمة محمد هاشمي.
التقديم: لماذا وقع اختياري على راولز ؟
لأنّه يُعتبر أحد الوجوه البارزة المنخرطة في النقاش السياسي المحتدم حول مشروعية الليبرالية السياسية  (Le Libéralisme Politique)  و حول مستقبل الديمقراطية في العالم المعاصر و مآلات الحداثة السياسية و ما تخلّلها من أزمات و توتّرات بين الحرّية و المساواة، بين الفرد و الدولة، بين العدالة و الخير، بين الاستقلالية و العمومية، بين الدائرة الخصوصية و الفضاء العمومي. ضمن كتابه الشهير نظرية العدالة (Théorie de la Justice) يعرض فلسفته التي تُعْتَبر محاولة لتجديد الليبرالية السياسية المعاصرة، و لتليين و تلطيف جموحها بما يتلاءم مع المبادئ الأخلاقية للعدالة و الإنصاف (Equité). تتموقع فلسفته السياسية اللبيرالية ما بين الليبرالية 

السّعادة و الموت و الالهة

بقلم د. فريد العليبي
   12 أيار (مايو) 2008
يمثّل مفهوم السّعادة لدى الفيلسوفين اليوناني أبيقور والعربي أبي بكر الرازي مفتاح قراءة فلسفتيهما، فقد كان قلب الرحي الذي دارت حوله جلّ طروحاتهما الفلسفية. و برأي أبيقور فإنّ الخير و الفضيلة (دلالة اخلاقية) لا يتنافيان مع تحقيق الرّغبات (دلالة بيولوجية)، بل يفرضان ذلك فتلبية الرغبة تعدّ لدى فيلسوف البهجة الخير الأسمي، و هذا يعني أنّه يقف في الخطّ المقابل لإفلاطون الذي يقول في محاورة الفيدون: إنّ نفس الفيلسوف تزدري الجسد. و تجد مقاربته لمفهوم السّعادة في البيولوجيا مرتكزا لها باعتبار أنّ هذا العلم (بالمعني الإبستمي لعصره)

الأحد، 12 أبريل 2009

القدس

القدس عروس عروبتكم
من باع فلسطين و أثْرَى بالله
سوى قائمة الشحّاذِين على عتبات الحكّام
و مائدة الدول الكبرى ؟
فإذا أجنّ الليل
تَطقُّ الأكواب بأنَّ القدس عروس عروبتنا
أهلا  أهلا  أهلا
من باع فلسطين سوى الثوّار الكَتَبة ؟

السبت، 4 أبريل 2009

العنـــف

إعداد: الأستاذ محمد الخشين
تقديم المفهوم:
يبدو أنّ مظاهر العنف كثيرة، فهو يمارس بأشكال متنوّعة. هناك العنف الفيزيائي من ذلك مثلا القتل و الاغتيال، لكن هناك العنف السيكولوجي أو الأخلاقي، مثل التعذيب عن طريق العزل. كما يوجد العنف الاقتصادي من خلال استغلال الطبقات أو البلدان الضعيفة. مثلما، أنّ هناك عنف الأنظمة التوتاليتارية ذو الأهداف السياسية و عنف العنصرية... إلخ و اللائحة طويلة إلى درجة تدفع إلى إثارة السؤال عمّا إذا كان هذا التعدّد في صور العنف و أشكاله يعبّر عن واقع ثابت أم أنّ استعمال مفهوم وحيد لا يعكس الاختلافات بين مظاهره ليس من الناحية الكميّة فحسب. و إنّما أيضا الجوهرية، إنّه يوجد في كلّ مكان. و يمكن استعماله كموضوع 

الخميس، 2 أبريل 2009

موضوع حول مسألة الفنّ

الموضوع: إذا كان الفنّان لا يكترث بالحقيقة، فما الذي يبرّر إبداعه لحقيقة ؟
لئن أصبح تقليدا منذ بواكير الخطاب الفلسفي الأوّل قائما أساسا على مطلب الحقيقة و السّعي إلى بلوغها، فإنّ ما يجذب الفيلسوف و العالم و السياسي و الإنسان عامّة إنّما هي الرغبة الشديدة من أجل معرفة الحقيقة لكن هذه المعرفة تقتضي أوّلا استخدام العقل، في حين يسحب الفنّان هذه الغاية من أجل تأصيل حقيقة قائمة على خياله و وجدانه و ربّما حدسه أيضا، إلى درجة أنّ البعض افترض أنّ الفنّان لا يكترث بالحقيقة و لكنّه رغم ذلك يبتدعها. فهل نحن في الفنّ أمام مجال التنصّل من الحقيقة أم تثبيتها ؟ و ما هو نوع الحقيقة التي لا يبالي بها الفنّان ؟

مثال لتحليل نصّ: ج .ج . روسو

تحليل نصّ فلسفيّ حول مسألة الدولة:
السّيادة و المواطنة: شعبة الآداب نظام جديد:
النصّ: سيظلّ هناك فرق كبير بين إخضاع جماعة و إدارة مجتمع. و إذا ما استعبد أفراد من الناس مُتفرّقين الواحد بعد الآخر، بالغا عددهم ما بلغ، من رجل واحد، رأيت هناك سيّدا و عبيدا و لم أر شعبا و رئيسا: هذا ما يصحّ أن نسمّيه حشدا من الأفراد لا تجمّعا مُتّحدا، إذ ليس هناك مصلحة عامّة و لا هيأة سياسية. و هذا الرّجل يظلّ فردا من أفراد النّاس و لو استعبد نصف العالم. و مصلحته ـ بانفصالها عن مصلحة الآخرين ـ ليست إلاّ مصلحة خاصّة، و إن هلك هذا الرجل فإنّ امبراطوريّته تظلّ مُشتّتة و مفكّكة كشجرة البلّوط التي تنحلّ و تسقط كومة من رماد بعد أن تلتهمها النّار. و يقول غروتيوس: إنّ شعبا ما يمكنه أن يهب نفسه لملك. 

فرض تأليفي: رابعة آداب

فرض تأليفي عدد 3 القسم: 4 آداب السنة الدراسية:07 ـ 08
على التلميذ أن يختار أحد المواضيع التالية:
موضوع عدد1:
هل من المفارقة في القول:" إنّ الإنسان هو ما ليس هو"؟
موضوع عدد 2:
" بقدر ما يجب أن يكون العمل ناجعا، بقدر ما يجب أن يكون عادلا "